ضعف عضلة القلب إنّ كلمة "اعتلال عضلي" تشير إلى وجود تلف في العضلات، وقلبنا هو في الواقع عضلة، وحينما نقول بأن هناك اعتلال في عضلة القلب ففي الواقع نحن نشير إلى أن عضلة القلب مريضة ولا تستطيع القيام بوظيفتها الانقباضيّة بالشكل المطلوب، ويتنج عن ذلك عدم قدرة عضلة القلب على تغطية حاجة الجسم من نقل الدم المؤكسج وإزالة ثاني أكسيد الكربون والفضلات، وعندما تمرض عضلة القلب فإنّها تصبح أقسى، أو أضخم، أو أكثر سماكةً، وفي بعض الحالات النادرة يستبدل النسيج العضليّ القلبيّ بنسيج ندبيّ، وهناك أسباب عديدة لاعتلال عضلة القلب، لكن يشترك الجميع في نهاية الأمر بعدم قدرة عضلة القلب على المحافظة على معدل الضخ أو الكميّة المنضخّة.[١] عضلة القلب عضلة القلب تعتبر جوهر نظام القلب والأوعية الدموية، يتكون هذا النظام من القلب والأوعية الدمويّة والشعيرات الدمويّة التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم، ويقع القلب على يسار منتصف الصدر، وهو عضلة كبيرة بحجم قبضة اليد، وتعمل بمثابة مضخة الدم، ويحمل الدم المواد المغذية والأكسجين الذي تحتاج إليها خلايا الجسم لأجل الطاقة، كما أنّه يحمل النفايات بعيداً أيضاً. ينقسم القلب إلى أربعة أقسام تسمّى الحجرات، يتمّ فصل هذه الحجرات من قبل الحاجز القلبي -جدار سميك يفصل الجهة اليمنى عن اليسرى في القلب- ويطلق على الحجرات العلويّة اسم الأذينين، وهي تتلقى الدم الواردة إلى القلب، كما تسمى الحجرتين الواقعتين في الأسفل وهما الأكبر البطينين، ويعمل البطينين على إرسال الدم خارجاً من القلب. القلب هو مضخّة عضليّة معصّبةٌ كهربائيّاً، تقوم بدفع الدم خلال الجسم عن طريق الأوعية الدموية، ويوجد في القلب مجموعة متمايزة من الخلايا تقع في الأذين تعمل كصانع الخطى حيث تولد سيالاتٍ كهربائية، فتنظّم عمليّة الانقباض والانبساط للعضلة، ويبدأ التّحفيز من الأذينين فيحثّهما على الانقباض ودفع الدم إلى البطينين، وبعد امتلاء البطينين بالدم ينقبضون لدفع الدم إلى سائر أنحاء الجسم ليعود إلى الأذينين ويبدأ بالدورة مرةً أخرى.[١] أعراض اعتلال عضلة القلب في المرحل المبكرة من المرض قد لا يعاني المرضى من أيّة أعراضٍ أو إشاراتٍ دالّة على المرض، ولكن مع تقدّم المرحلة المرضيّة تبدأ الأعراض بالظهور تدريجياً. واعتلال عضلة القلب يمكن أن يُسبّب العديد من الأعراض منها:[٢] ضيق في التنفس مع التعب أو حتى في أثناء الراحة. انتفاخ في القدمين والكاحلين والأرجل. ضيق التنفس عند أخذ وضعاً مسطحاً "تمديد الجسد" وسعال وخاصة أثناء النوم في الليل، وقد يسيقظ المريض مع ضيق مفاجئ في التنفس. آلام في الصدر قد تكون نتيجةً لذبحة صدرية. عدم انتظام في دقّات القلب والشعور بالخفقان والرفّة في القلب. التعب والإرهاق المستمر. ألم في الرأس، أو شعور بالدوار وفقدان الوعي. بعض الأعراض المتقدّمة للمرض فقد يعاني المريض من انتفاخ البطن، وارتفاع ضغط الدم، والسعال المستمر، وفقدان الشهيّة، ومشاكل في التبوّل. بغضّ النظر عن نوع اعتلال عضلة القلب، هذه الأعراض قد تصبح أسوأ وأخطر في حال تركها دون علاج، وفي بعض الأشخاص قد تتطوّر هذه الأعراض بشكلٍ كبير بسرعة، أمّا البعض الآخر فقد تحتاج إلى عدّة سنوات لتسوء هذه الأعراض. ويجب على المريض مراجعة الطبيب إذا اشتكى من أحد هذه الأعراض، والذهاب إلى المستشفى مباشرةً إذا أحس بصعوبةٍ بالغةٍ في التنفس، أو فقدان الوعي أو آلام في الصدر استمرت لأكثر من عدة دقائق. ولأن هذا المرض من الممكن أن يكون وراثياً فينصح بأخذ باقي أفراد العائلة للقيام بالفحص للبحث عن المرض. أسباب اعتلال عضلة القلب في العادة المسبّب الرئيسي لاعتلال عضلة القلب غير معروف، ولكن في بعض الأحيان يستطيع الطبيب تحديد بعض الأسباب المساهمة في الإصابة بالمرض، وقد تختلف الأسباب بحسب نوع الاعتلال ولكن الأسباب الآتية هي أسباب عامّة للمرض:[٢] أسباب وراثية مرض ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة. اصابة الأنسجة القلبية الناجمة عن ذبحاتٍ صدريّةٍ سابقة. تسارع نبضات القلب المزمنة. مشاكل في صمامات القلب. مشاكل أيضيّة، مثل: السمنة المفرطة، والأمراض الغدة الدرقية، والسكري. نقص في التغذية للعناصر الرئيسة والمعادن والفيتامينات المهمة مثل فيتامين ب1. مضاعفات الحمل. شرب الكحول لفترات طويلة. استخدام المخدرات مثل الكوكايين. بعض الالتهابات التي قد تمس القلب. ترسب الحديد في عضلة القلب. أمراض خلقيّة تؤثر على بناء البروتينات. أمراض الأنسجة الضامة. هناك عدّة أنواع من اعتلال عضلة القلب وهم: اعتلال عضلة القلب المتوسعة، اعتلال عضلة القلب المتضخمة، واعتلال عضلة القلب المقيّدة، والتشوّه النسيجي للبُطين الأيمن المحدث لاضطرابات النبض، واعتلالات القلب غير المُصنّفة. تشخيص اعتلال عضلة القلب يمكن للطبيب تشخيص اعتلال عضلة القلب بعد مراجعة التاريخ الطبي الخاصّ بك وإجراء الفحص البدني وبعض الاختبارات، وسيتم فحص ضغط الدم، والقلب والرئتين، بالإضافة إلى التصوير الإشعاعي وغيرها من الفحوصات المخبرية، كما يمكن إجراء اختبارات الدم لتقييم حالة عضلة القلب، ومن المفضل عمل فحوصات جينيّة أيضاً وكذلك باقي أفراد العائلة.[٣] علاج اعتلال عضلة القلب ليس الجميع ممن يعانون اعتلال بعضلة القلب بحاجةٍ إلى علاج، حيث من لا يوجد لديهم أعراض المرض ليس من الشرط علاجهم، فمثلاً بعض أمراض اعتلال القلب المتوسّعة قد تأتي فجأةً وتختفي لوحدها، والقسم الآخر للمرضى يجب علاجهم، حيث يعتمد العلاج على نوع الاعتلال، وحدة الأعراض، والعمر، والحالة الصحية بشكل عام للمريض، والأهداف الرئيسيّة لعلاج اعتلال عضلة القلب هي:[٤] علاج المسبّب أو المحفّز على المرض إذا أمكن. احتواء وعلاج أعراض وعلامات المرض ليتمكّن المريض من العيش بصورة طبيعية. ايقاف تقدم المرض. تقليل من مضاعفات المرض والفرصة من توقف القلب المفاجئ. هذه العلاجات تشتمل على تغير نمط الحياة وهو أهمها، والأدوية، والجراحة، وزراعة الأجهزة القلبيّة.
الأربعاء، 7 فبراير 2018
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق