المادة المسؤولة عن المزاج واللذة
الدوبامين ناقل عصبي، وهو اتصال أو إشارة تشبه الهرمونات تنتقل عبر الجهاز العصبي.
أمّا الهرمونات فهي اتصالات تنتقل عبر الدم.
وتأثير هذا الناقل العصبي أنه يجعلك تشعر باللذة.
وله وظائف أخرى ترتبط بالمكافأة والحركة، فإن كان هناك نقص في الدوبامين يُصاب الشخص بالرعاش أو مرض باركنسون، وهذا موضوع منفصل.
ولكن وظيفته الأساسية هي الشعور باللذة والمتعة، وهو يمنحك الحيوية.
تصوروا معي شعور تعاطي الكوكايين (أعلم أنكم لم تتعاطوه قط)، إنه يمنح شعورًا باللذة المفرطة والشعور بأنك تستطيع قهر الصعاب
السبب أن الكوكايين وغيره من المخدِّرات تحفّز الدوبامين.
فالإحساس الفعلي الذي يشعر به المتعاطي سببه الدوبامين، وليس المخدِّر نفسه، فالمخدّر ما هو إلا محفّز لإنتاج المزيد من الدوبامين في الجسم.
فلماذا لا نحفّز الدوبامين بطريقة طبيعية؟
إن كان هناك نقص في الدوبامين، يقل التحفيز والدافع لفعل الأشياء، ويُصاب الشخص بالتعب ويفقد هدفَه، ويميل إلى الإدمان، وتحدث مشاكل مزاجية، ويصيبه التوتر والاكتئاب والرعاش وغيرها من المشاكل.
كما ترون، هذا ناقل عصبي يحاول الناس تحفيزه بعدة طرق أشهرها المخدِّرات.
من أسباب نقص الدوبامين الإفراط في تناول الكافيين، لأنه يسبب استنفاد الدوبامين.
الغريب أن الكافيين يحسّن المزاج في البداية، ولكن عند الإفراط في تناوله مع مرور الوقت، يقل تأثير الدوبامين.
الكحول يقلل الدوبامين، وبعض المخدرِّات والكوكايين، بل والأدوية النفسية مثل بروزاك وباكسيل وبوبروبيون؛ جميعها يحفّز الدوبامين ومع مرور الوقت ينفد. إنها خُدعة. فهي ترفع مستوى الدوبامين حتى ينفد، وهذا حال جميع المخدِّرات، فعند إدمانها ينفد مخزون الدوبامين وهذا يجعل الشخص يحتاج إلى المزيد منه.
الإنسولين والسكر يسببان نفاد الدوبامين.
والتوتر وهرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية يسببان نفاد الدوبامين، وكذلك انخفاض حمض المعدة.
عند انخفاض حمض المعدة، لا تستطيع المعدة هضم البروتينات عمومًا وبهذا يحدث اضطراب في إنتاج النواقل العصبية عمومًا ويُصاب الشخص بنقص في النواقل العصبية المختلفة.
فكيف تعرف أنك مصاب بانخفاض حمض المعدة؟
حرقة المعدة وارتجاع الحمض وعسر الهضم، كلها تعني انخفاض حمض المعدة.
مع التقدم في العمر، يحتاج الشخص إلى المزيد من حمض المعدة.
فتناول خل التفاح أو هيدروكلوريد البيتايين يزيد من مخزون النواقل العصبية.
من الأسباب أيضًا إنهاك الغدة الكظرية.
تُفرِز الغدة الكظرية الدوبامين، وإن كانت منهكة فلن تُنتج المستوى المطلوب من الدوبامين.
فالتوتر المزمن يسبب نفاد الدوبامين، بل والنواقل العصبية الأخرى.
*إليكم طرق العلاج:*
لا تُفرطوا في تناول الكافيين أو الكحول وقللوا الأدوية وامنعوا السكر وزيدوا حمض المعدة وعالجوا الغدة الكظرية.
ومن حيث العناصر الغذائية، يمكن تناول التايروسين، وهو حمض أميني طبيعي وهو مركب طليعيّ للدوبامين.
- ويمكن تناول إل-ثيانين وهو مركب طليعيّ للدوبامين يساعد على زيادة مستواه. وهو حمض أميني طبيعي.
- فيتامين (د) بالتعرض للشمس لتجديد الدوبامين وزيادة مخزونه.
- فيتامين (ب6) و(ب5) وهما ضروريّان لإنتاج هذا الناقل العصبي.
تحدثتُ في مقاطع أخرى عن أن مسبّبات نقص الدوبامين تؤدي أيضًا إلى نقص فيتامين (ب6) و(ب5)، فلا حاجة إلى تناولهما عند التخلّص من المسبّبات.
- الرياضة، تزيد أيضًا من الدوبامين.
كما ترون، هناك عدة طرق لزيادة الدوبامين.
بركم أن هناك هرمونًا مسؤولًا عن هذه الأعراض، فإن كنتم تعانون أيًّا منها، يمكنكم اتباع هذه الخطوات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق