الاثنين، 5 فبراير 2018

الهربس

الهربس التناسلى مرض خطير ولم نناقشه هنا فى الزاوية من قبل ولذلك سأشرحه بالتفصيل لتعم الفائدة على الجميع. لمحة تاريخية : عرف مرض الهربس في الأزمنة الغابرة منذ أيام (ابقراط) وكان يحمل أسماء مختلفة. وأول من وصف المرض بطريقة مبدئية هو (رتشارد مورتون) عام 1694 م. ولكن لم توضح التفاصيل الدقيقة لمرض الهربس إلا بعد القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1940 م. وأعطي الاسم المعروف حالياً في المؤتمر الدولي عام 1953 م. انتشار مرض الهربس : مرض الهربس يصيب الجنس البشري الذي يعتبر الملجأ الطبيعي للفيروس. وينتشر المرض في المناطق المزدحمة وخاصة في المجتمعات الفقيرة التي تقل بها الرعاية الصحية والاجتماعية . يصاب الأطفال دون سن الخامسة بمرض الهربس خاصة عن الوالدين أو من أقرانهم وذلك مباشرة بملامسة المصابون، بينما تنتقل العدوى بين اليافعين نتيجة الاتصال الجنسي أو الملامسة مثل التقبيل . بعد الإصابة بمرض الهربس قد لا يختفي الفيروس تماماً بل يكمن في العقد العصبية وتحت ظروف معينة يهاجم الجسم ويصيب الجلد والغشاء المخاطي. ويمكن العثور على الفيروس في إفرازات اللعاب والمخاط وفي أماكن الإصابة وهذه تلعب دوراً مهماً في انتشار مرض الهربس . وفي حالات أخرى خاصة مرض الهربس بالجهاز التناسلي قد ينقل حامل الفيروس، العدوى لغيره دون ظهور أعراض المرض به. الفيروس ناقل مرض الهربس نوعان : · النوع الأولHSV1): ) يسبب العدوى بالشفاه والوجه ومناطق أخرى. · النوع الثاني :(HSV2) يصيب المنطقة التناسلية والشرج وهو موضوعنا . ولكن في الدراسات الحديثة وجد أن النوع الأول قد يصيب الجهاز التناسلي خاصة في الشواذ جنسياً. طرق العدوى : تحدث العدوى بفيروس الهربس بالجهاز التناسلي بالطرق الآتية : · الاتصال الجنسي مع المصاب. · مباشرة بملامسة المنطقة المصابة عند التقبيل أو الاحتكاك أعراض مرض الهربس التناسلي: - فترة الحضانة من 4-5 أيام من وصول فيروس الهربس إلى الجسم. - تختلف أعراض المرض حسب مكان الإصابة والعمر والجنس. وبصفة عامة تبدأ الأعراض بشعور المريض بوخز أو حرقان أو حكة بمنطقة الإصابة يتبعها احمرار وظهور تآليل صغيرة متجمعة. بعد ذلك تنفجر الثآليل وتؤدي إلى تقرحات مؤلمة عند الاحتكاك. بعد حوالي أسبوع أو أكثر تلتئم التقرحات وقد يظن المريض بأنه شفي تماماً. ولكن مرض الهربس زائر ثقيل الظل إذ من صفاته بأنه كالبركان يخمد ثم يكرر العدوى مرة ومرات في نفس المنطقة الأولى أو قريباً منها. وقد يسبب بذلك مضاعفات عضوية ونفسية للمصاب. ولكن في بعض الحالات يختفي الفيروس ولا يظهر مرة أخرى ويحرق نفسه بنفسه لأسباب غير معروفة . هناك بعض العوامل تؤدي إلى تنشيط فيروس الهربس الخامد وتكرار الإصابات، منها : - الإجهاد الجسمي والنفسي والجنسي . - بعض الأمراض، خاصة تلك التي تكون مصحوبة بارتفاع بدرجة حرارة المريض . - التعرض للصدمات والإصابات . - ضعف المقاومة خاصة عند الأطفال، وفقدان المناعة المكتسبة عند البالغين كما هو الحال في مرض الإيدز. - بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والكلى والكبد . مرض الهربس التناسلي بالإناث : قد يظهر مرض الهربس على فتحة المهبل والشفرات أو عنق الرحم كما أنه قد يصيب مجرى البول ويمتد إلى المثانة البولية. الأعراض : - ألم وحرقان خاصة عند التبول . - ظهور تقرحات على الجلد والغشاء المخاطي للمهبل أو الجلد المحيط بهما وتؤدي إلى آلام مضنية خاصة عند الجماع. وقد تغزو جراثيم أخرى المناطق المتقرحة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة. - قد ترتفع درجة حرارة المريضة مع انحباس بالبول وتضخم بالغدد اللمفاوية المجاورة . - قد يؤدي مرض الهربس إلى التهاب بالسحايا ويصحب ذلك صداع شديد وقيء. - إصابة عنق الرحم قد لا يستدعي انتباه المريضة وفي هذه الحالة ينتقل المرض إلى الطرف الآخر عند المعاشرة الجنسية . - النوع الثاني من فيروس الهربس قد يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. أعراض مرض الهربس التناسلي عند الذكور: - حدوث ثآليل وتقرحات بالعضو التناسلي خاصة بين الغير مختنين . - وقد يصحبه ارتفاع بدرجة حرارة المريض وتضخم بالغدد اللمفاوية المجاورة. - التهاب الجدار المحيط بالمخ (السحايا). - إصابة مجرى البول بالفيروس يؤدي إلى حرقة شديدة وعسرة عند التبول وقد تؤدي إلى انحباس البول والتهاب بالمثانة البولية. مضاعفات مرض الهربس التناسلي: 1- ندبات وتشوهات ظاهرة في مكان الإصابة . 2- تضخم والتهاب حاد بالأعضاء التناسلية. 3- الجنين: إذا كانت الأم مصابة بمرض الهربس التناسلي فإن الفيروس قد يصل إلى الأعضاء الداخلية للجنين مثل الكبد والمخ ويؤدي إلى موت الجنين. لهذا تجرى عملية قيصرية عند الولادة إذا ثبت أن الأم تحمل فيروس الهربس التناسلي بعنق الرحم أو المهبل. كما أن الجنين قد يصاب بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة. 4- الإجهاض . 5- سرطان بالعضو التناسلي بالذكور خاصة بين الغير مختنين. 6- سرطان عنق الرحم. 7- التهاب الكبد أو السحايا وقد يؤدي إلى الوفاة. هناك فيروس آخر من نفس عائلة الهربس يدعى فيروس سايتوميجالك (CYTOMEGALIC VIRUS) ويتواجد هذا الفيروس في الحلق والمني والبول والحليب وكذلك في عنق الرحم. طرق العدوى : 1- التقبيل . 2- عن طريق الاتصال الجنسي في بعض الحالات. 3- تنقل الحوامل الفيروس إلى الأجنة عن طريق المشيمة . المضاعفات : 1- تلف بالمخ وتدمير الجهاز العصبي وفقدان البصر. 2- تشوهات خلقية وعاهات مستديمة . 3- الإجهاض وولادة الجنين مبكراً ومشوهاً . 4- قد يؤدي إلى مرض فقدان المناعة المكتسبة (مرض الايدز) . التحاليل والفحوصات : - غالباً ما يتم تمييز وتشخيص الهربس بصورته الاكلينيكية، لكن عندما يصعب ذلك لابد من عمل بعض الفحوصات الخاصة بالهربس بالاضافة الى الامراض الجنسية الاخرى، ولعل عمل مسحة طبية من محتويات البثور لزراعته مخبرياً في محاليل خاصة لزراعة الفيروس المسبب، ويفضل ان يكون في خلال الثلاثة ايام الاولى حتى يعطي النتائج الدقيقة والايجابية، كما انه من الممكن عمل الفحص الميكروسكوبي المباشر للخلايا المصابة، وبهذا التحصين السابق ذكرها لا يمكن التمييز بين نوعي الهربس البسيط. كما يمكن عمل تحليل مخبري للدم بفحص مضادات الاجسام (الفحوصات المناعية) HSV-IgG/M ونستطيع التفرقة بين انواع الهربس وتصل حساسية ودقة هذا الفحص الى 80- 90% خلال نشاط الفيروس (وقت الالتهاب). وهناك فحوصات أخرى منها (ELISA ) وتصل دقته الى 80% في تحديد نوع الهربس ونوع الفيروس المسبب وفي خلال ساعتين. العلاج: مما يؤسف انه لا يوجد علاج شاف للهربس حتى الآن، لكن هناك العديد من الادوية الفعالة التي تساعد على التحكم والتقليل من تكرار وشدة الاصابة، وقد اوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بثلاثة انواع من العلاج لمكافحة هذا المرض، وطرق العلاج يمكن تقسيمها الى نوعين هما: 1- طريقة علاج العرضية او المتقطعة: ويبدأ العلاج بمجرد بداية اول اعراض او علامات الهربس المتكرر مثل الاحساس بالحرقان او الحكة الموضعية او الألم في منطقة الاصابة وذلك قبل يوم من ظهور الطفح، وكلما كان استخدام العلاج مبكرا كلما كانت النتيجة عالية، وتساعد على التخلص وتخفيف الاعراض وتقليل مدة الاصابة لكنها لا تقلل عدد مرات معاودة الالتهاب الفيروسي. 2- طريقة العلاج الكبتي او القمعي : وتكون باستخدام العلاجات بجرعات اقل كل يوم لفترة طويلة، وهذه الطريقة تساعد على ايقاف ظهور وانقسام الفيروس كما تقلل بشكل كبير معاودة الاصابة وتكرارها وكذلك فترة الجفاف والتطاير الخلوي الشديد العدوي، وتناسب هذه الطريقة المرضى الذين يعاودهم الالتهاب بشكل متكرر ومؤذ، او الذين تؤثر عليهم هذه الالتهابات في حياتهم اليومية وتحد من نشاطهم اليومي. وتوجد ثلاثة انواع من المضادات الفيروسية المستخدمة في علاج الهربس البسيط بنوعيه الاول والثاني وهي كالتالي: 1- اسيكلوفير ( ACYCLOVIR ) وهو اول الادوية التي ظهرت ومازالت تستخدم، وهو يقلل من شدة الاصابة وفترتها وكذلك يقلل من فترة بقاء الفيروس على سطح الجلد وكذلك يقلل من معدل تكرار الاصابة.. 2- فالاسيكلوفير ( VALACICLOVIR ) ويساعد كثيراً على سرعة التئام التقرحات، يقلل من فترة الالم والحرقان خلال المعاودة وتكرار الاصابة كما يقلل من فترة بقاء الفيروس على سطح الجلد، ويمنع او يؤخر معاودة ونشاط الفيروس. 3- فامسيكلوفير ( FAMCICLOVIR ) ويعطي نفس النتائج من حيث تقليل فترة الاصابة وتأخير تكرارها كما يقلل ظهور الطفح بنسبة عالية تتعدى 72%. وهذه المضادات آمنة رغم بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الصداع، الغثيان، الاسهال لكنها لا تؤدي الى آثار خطيرة او مؤذية.. وتتساوى انواع العلاج الثلاثة السابقة في تأثيرها وفاعليتها ولكنها تختلف في كمية الجرعة وعدد مرات استخدامها يومياً، وكما ذكرت لا يوجد علاج شاف لهذا المرض لكنه والحمد لله يلوح في الافق دراسات جادة وتعطي نتائج مبشرة في الحصول علي تطعيمات خاصة لهذا المرض ولكن لم تتم الموافقة عليها بشكل نهائي حتى يتم استخدامها على نطاق واسع في المستقبل القريب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق