الاثنين، 24 أبريل 2017

إدمان الكحوليات


نتيجة بحث الصور عن إدمان الكحوليات
إدمان الكحوليات


مصطلح إدمان الخمر يطلق على الحالة الناتجة عن الاستهلاك المستمر للكحولالإيثيلي  على الرغم من العواقب السلبية التي يحدثها.
يعتبر الكحول أشد تأثيراً من المخدرات حسب عدد الإصابات وحسب الكلفةالكحولالاقتصادية الكلية والأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
تظهر مشكلة إضافية تتعلق بإنكار الشخص الكحولي لحاجته للعلاج وهو أمر خطير فالكحولية في بعض الدول تعد القاتل رقم 3 بعد أمراض القلب والسرطان ولو أضيف إليها عدد وفيات حوادث الطرق التي تنجم عن الكحول وما يدون في شهادات الوفاة سنجد أن الكحول هو القاتل رقم 1.
وتختلف نسبة الكحول في أنواع الخمور فتصل إلى:
  • 3 – 4.5% في البيرة.
  • 7 – 20% في النبيذ.
  • 30 – 50% في الويسكي و الجين.

وُجِد أن معظم مدمني الكحول  يعانون من الإضطرابات الآتية:
  • إضطراب الشخصية
  • إضطراب القلق (25-50 % من المدمنين)
  • الإضطراب المزاجي كإضطراب الأكتئاب العام (30-40% من المدمنين)
وبرغم  أن الكحول يسبب هبوط في نشاط المخ إلا أنه في البداية يؤدي إلى عدم تحكم المتعاطي في أفكاره وإنفعالاته وغرائزه فيظهر في صورة من خرج عن حدود اللياقة والأدب والأخلاق والدين، ويلاحظ في بداية التسمم كثرة الحركة والكلام والإنبساط والثقة الزائدة وزيادة التركيز، ولكن مع زيادة كميات التعاطييحدث  هبوط في كل نشاطات المخ فيصبح الشخص بطيئاً مكتئباً منسحباً وقد يفقد وعيه.

كيف يؤثر إدمان الخمور على صحة الانسان؟

الكحوليات من أهم أسباب تليف الكبد وقد يصل المرض إلى مرحلة متقدمة قبل أن يشعر المدمن بأي أعراض وتبدأ بالأحساس بالتعب السريع وفقدان الشهية للطعام وبعد ذلك يظهر الورم في البطن بظهر الارتشاح Ascities وفي الساقينEdema وقد يبدأ الجلد في الإصفرار jaundice وهذا يعني حدوث الفشل الكبديliver failure وقد يموت الانسان نتيجة لهذا الهبوط وقد يموت المريض بسبب نزيف المريء الذي يصاحب حالات  التليف وقرحة المعدة والأثنى عشر من مضاعفات الإدمان الكحولي المعروفة، وكذلك إلتهاب البنكرياس وما يصاحب ذلك من آلام شديدة، وعموماً فإن مدمني الخمر معرضون أكثر من غيرهم لسرطان الفم والمريء والحنجرة.
والقلب يتأثر فتضعف عضلاته ويرتفع ضغط الدم ولا تنتظم ضرباته ويزداد إحتمال التعرض للأزمات القلبية.
يؤثر إدمان الخمور أيضاً على الأعصاب والذي يؤدي إلى إلتهاب الأعصاب الطرفية من وهو من المضاعفات المعروفة وفيها يشعر المريض بآلام شديدة في الأطراف وفقدان الاحساس ثم عدم إتزان الحركة.
من آثار الكحول أيضاً الضعف الجنسي وعدم الانتصاب.
التسمم الكحولي (أعراض تعاطي ابنك للكحول):
العرض الأساسي في حالة التسمم هو إضطراب السلوك نتيجة لتعاطي كمية معينة تختلف من شخص لآخر ومظاهر إضطراب السلوك تشمل :
  1. العدوانية
  2. إفتقار الحكم السليم على الأمور
  3. التصرفات غير اللائقة
  4. الاستهتار وعد اللياقة.
أما الأعراض النفسية فتشمل:
  1. عدم الإنتباه
  2. عدم التركيز
  3. سهولة الاستثارة
  4. المرح أو الإكتئاب
  5. عدم الاتزان الإنفعالي
هذا إلى جانب إحتقان ملتحمة العين.
وتعقب مرحلة التسمم نسيان للفترة التي ظهرت فيها الأعراض، ومع الاستمرار يزداد تركيز الكحول في الدم ثم تتدهور حالته أكثر.
في البداية يشعر المتعاطي يشعر المتعاطي بالاسترخاء وزوال القلق والسرورتأثير الحكول على الإنسانوالسعادة والرغبة في الضحك والمرح.
في المرحلة التالية مباشرة –أي مع زيادة تركيز الكحول في الدم-يظهر منه سلوك غير لائق فيسخر من الآخرين ويتلفظ بألفاظ خارجة، يصبح سهل الاستثارة وحساساً لأي كلمة نقد أو توجيه ويثور إذا اعترض أحد على سلوكه.
في المرحلة الثالثة يبدأ في التعلثم وبطء الكلام وعدم الإتزان الحركي والترنح أثناء المشي وسريعاً ما ينزلق إلى المرحلة الرابعة فيفقد إدراكه وقدرته على التمييز ولا يستطيع الوقوف على قدميه ومع زيادة نسبة الكحول في الدم يدخل في نوم عميق يشبه الغيبوبة مع صعوبة في إيقاظه وبعد ذلك يدخل في غيبوبه كاملة قد تؤدي إلى الموت.

أعراض انسحاب الكحول (أعراض إحتياج ابنك للكحول):
  • ارتعاش الأطراف واللسان والجفون؛ بعد 8ساعات من التوقف عن التعاطي
  • الغثيان والقيء
  • الضعف العام
  • سرعة ضربات القلب
  • إرتفاع ضعط الدم
  • العرق
  • العصبية والكآبة
  • صداع
  • جفاف الحلق
  • آلام المعدة
  • هلاوس سمعية (بعد التوقف عن التعاطي بحوالي 8-12 ساعة) برغم سلامة وعي المريض
  • نوبات صرعية: من الأعراض الخطيرة التي يمكن أن تحدث في تلك الفترة
  • إضطراب في الوعي مصحوب بالهزيان والارتعاش Delirium Tremens وضلالات وهلاوس سمعية وبصرية وذلك خلال الثلاثة أيام الأولى.
وأفضل علاج لهذه الحالة هو منع حدوثها من البداية بإعطاء العلاجات اللازمة حتى لا تتدهور الحالة وتحدث.
ونتيجة لأن الكحول يؤثر على إمتصاص المواد الغذائية والفيتامينات فإن إدمان الخمر يسبب نقص في فيتامين الثيامين وهوعامل مساعد مهم لكثير من الانزيمات الموجودة بالجهاز العصبي ويؤدي نقصه إلى ما يعرف بـ (ذهان فِرْنِك) حيث تختل حركة المريض ويحدث شلل في العضلات المحركة للعين، وإذا لم يُعالج هذا الذهان تتطور حالة المريض فيما يسمى بـ (ذهان كورساكوف) وهي حالة مزمنة يفقد  فيها المريض الذاكرة للأحداث الحديثة فلايستطيع تذكر شيئاً قد سبق حدوثه منذ دقيقة واحدة.

علاج التشنجات المصاحبة لإيقاف الكحول

تعد مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine من الوسائل الأولية لعلاج التشنجات  المصاحبة لوقف تناول الكحوليات، كما أن لها القدرة على التحكم في معاناة المصاب علاج الكحولياتبالقلق، خفقان القلب، ارتفاع ضغط الدم، الرعشة، الهذيان الارتعاشي  و التي تصاحب المصاب.
ويمكن إعطاء مركبات البنزودياذبينBenzodiazepine عن طريق الفم أو الحقن مثل مركبات فاليوم  أو  ديازيبام Diazepam  أو Librium " Chlorodiazipoxide: كلور دياز بكوسيد
ولابد للمعالج أن يبدأ جرعات العلاج بمركبات البنزودياذبين Benzodiazepine بأعلى جرعات ثم يبدأ في الإقلال من الجرعات تدريجيًا مراعيًا بذلك أن يكون المصاب  هادئ و لكن لا يدخل في مراحل النوم العميق.
و برغم أن مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine تعد من أقوى المركبات التي تستخدم  في علاج أعراض انسحاب الكحوليات إلا أن مركبات تجريتول (carbamazepine )  يمكن استخدامها في جرعات 800مجم / يوميًا لها  نفس الكفاءة كمركبات Benzodiazipine مع خلوها من إمكانية إدمان تلك المركبات.
و يمكن استخدام Clonidine أو (كاتابرس) في علاج أعراض التشنجات و الهذيان الارتعاشي عن طريق تثبيط النشاط الزائد للجهاز السيمبثاوي المصاحب لأمراض انسحاب الكحوليات.


علاج الهذيان المصاحب لأعراض انسحاب الكحوليات

لابد من الاعتراف بأن العلاج الأمثل للهذيان المصاحب لعلاج أعراض انسحاب الكحوليات هو الوقاية دون حدوثه عن طريق اعطاء المريض الذي يعاني من الانسحاب مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine  بجرعات تتراوح من 255 – 50مجم /يوميكلور دياز بكوسيد Chlorodiazipoxide كل 2 – 44 ساعات لحين زوال خطورة أعراض الانسحاب.
لكن عندما تبدأ أعراض الهذيان في الظهور فلابد للمصاب أن يتناول:
  • كلور دياز بكوسيد 50 – 100 مجم/4 ساعات عن طريق الفم.
  • لورازيبام Ativan وريدي في عدم وجود إمكانية إعطاء الدواء عن طريق  الفم.
  • هذا بالإضافة إلى إيقاف كل مضادات الذهان للحول دون حدوث التشنجات  المصاحب لأعراض انسحاب الكحوليات.
  • مع إعطاء المريض سعرات حرارية عالية جدًا من الكربوهيدرات مصحوبة  بالعديد من الفيتامينات.
  • إعطاء المريض سائل عن طريق الفم أو الوريد لعلاج الأعراض المصاحبة من إسهال متكرر، قئ مستمر،  diaphoresis لمنع حدوث حالة الجفاف لدى الشخص  المصاب و عدم إتزان في أيونات الدم.
  • فحص المريض للتأكد من حدوث أى أعراض عصبية مثل ارتفاع في ضغط  المخ، كسور في عظام الجمجمة.
مع العلم أن مضادات الصرع الأخرى غير مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine ليس لها أى دور فعال في العلاج أو منع حدوث التشنجات المصاحبة للانسحاب.
هذا كله بالإضافة إلى وجود علاج نفسي تدعيمي بالإضافة إلى دفء عاطفي وذلك للتخفيف من معاناة المريض من أعراض الانسحاب المصحوبة لديه بتخوف و قلق شديدين.

علاج ذهان فيرنيك

تستجيب هذه الحالات بصورة ملموسة و سريعة إذا ما عولجت في وقت مبكر بجرعات عالية من الثيامين عن طريق الحقن لتصل الجرعة إلى حوالي 100مجم / لتر من الجلوكوز 5% وريدي للحول دون تطور الحالة إلى ذهان كورساكوفkorsakoff syndrome و يتم علاج المصابين  بذهان كورساكوف korsakoff syndrome عن طريق تناول 100مجم من ثيامين عن طريق الفم
2 – 3 مرات يوميًا لمدة لا تقل عن 3 – 12 شهور من بداية العلاج.

علاج الاضطرابات الذهانية الناتجة عن إدمان الكحوليات

يتم علاج الهلاوس المصاحبة لإنسحاب الكحوليات عن طريق مركباتBenzodiazepine ، السوائل،  التغذية و في حالة فشل مثل هذه الحالات و طول فترة الهلاوس يتم استخدام مضادات  الذهان.


علاج الاضطرابات العصبية الناتجة عن إدمان الكحوليات

مرض ذهان البللاجر pellagral encephelopathy

يتم إعطاء المريض المصاب 50مجم من مركبات نياسين عن طريق الفم 4 مرات يوميًا أو 25مجم نياسين عن طريق الحقن الوريدي مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.
ملحوظة
من الممكن أن يتشابه المريض مع المريض المصاب بذهان كورساكوف korsakoff
و لكن لا توجد لدى المصاب أى استجابات لمركبات  thiamin


العلاج و التأهيل

و ينقسم برنامج علاج إدمان الكحوليات إلى ثلاث مراحل أو خطوات:
  • التدخل المباشر " “Intervention
  • تنقية الجسم من المادة المخدرة  “Detoxification”
  • إعادة التأهيل " “Rehablitaion
و يكمن الهدف من كل تلك الخطوات إلى تفعيل الدور العقاقيري في العلاج و لمعالجة أى  طوارئ قد تحدث أثناء فترة العلاج.
فمثلاً: مدمن الكحول الذي يعاني من أعراض اكتئاب جسيم تصل به إلى حد التفكير في الانتحار فلابد من احتجاز المريض بالمستشفى عدة أيام لحين زوال أفكار و هواجس الانتحار مثله مثل مريض تضخم عضلة القلب الذي يعاني من نزيف بدوالي المرئ فلابد أولا من علاج النزيف الطارئ في المرئ ثم بعد ذلك يُكمل علاج تضخم القلب المزمن.
بعد ذلك لابد للمريض المصاب بإدمان الكحوليات من مواجهة الحقيقة و هى حقيقة المشكلة.

أولاً: التدخل المباشر  Intervention
و عادة ما تسمى بمرحلة المواجهة و فيها يتم كسر إنكار المريض للمشكلة، ومساعدته على التعرف على مدى حجم المشكلة و توابعها في حالة إهمال استكمال خطوات العلاج بهدف استعظام الدافع لدى المصاب و لضمان استمراريته في الإقلاع عن تعاطي الكحوليات.
وفي هذه الخطوة لابد للمعالج أن يُحمِل المريض المسئولية عن كل الأعراض و المشاكل التي يعاني منها من أرق في النوم – أعراض اكتئاب – أعراض قلق – عدم القدرة على التأقلم مع ضغوط الحياة و المشاكل الجنسية لديه.
ولابد للمعالج أن يشرح كيف أن إدمان الكحول يساهم أو يسبب كل مشكلة من هذه المشاكل و تذكيره بأن الإقلاع عن تعاطي الكحوليات سوف يساهم بصورة ملحوظة في رفع كل هذه المعاناة  من كل هذه المشاكل.
ولابد للمعالج أن يستخدم هذه الطريقة مع كل مشكلة تظهر للمتعاطي أثناء فترة العلاج و ذلك لإحتياج المتعالج إلى دوام التذكرة بأن تعاطي الكحوليات من الممكن أن يسبب العديد من المشاكل المتعاقبة و أن الإقلاع عن إمان الكحوليات يحتاج إلى الاستمرارية للحول دون ظهور مثل هذه المشاكل المتكررة.
العائلة
و للعائلة دور في استراتيجية Intervention (التدخل المباشر)  فلابد من منعهم من علاج أى مشكلة ناتجة عن إدمان الكحوليات تحدث للمريض الذي لا  يملك المقدرة و لا الدافع للتوقف عن التعاطي.
و يمكن للأسرة أيضًا أن تقترح إنشاء مقابلات بين المتعالج و الأفراد المتعافين من التعاطي. .......................................
و هناك جماعات المساندة  "support group " للعائلة التي تعاني من وجود  شخص مدمن للكحوليات و تتقابل مثل هذه المجموعات المدعمة للأسرة و أصدقاء المدمن عدة مرات أسبوعيًا مساهمة بذلك في رفع المعاناة من قلق و خوف ينتاب غالبًا أسرة و أصدقاء المدمن و لتعرف كل عائلة أنها ليست الوحيدة التي تعاني من مثل هذا الخوف و القلق..................................
و يمكن لهذه المجموعات مساعدة العائلة في مراعاة بناء أسلوب حياتهم حتى و إن رفض الشخص المتعاطي منهم المعالجة.

ثانيًا: تنقية الجسم من المادة المخدرة Detoxification 
و يكمن جوهر الخطوة الأولى في فحص المصاب physically و في عدم وجود أى مشكلة عضوية جسيمة أو إدمان مواد أخرى غير كحولية فإن أعراض  انسحاب الكحوليات نادراً ما تُشكل صورة خطرة تهدد حياة المدمن.
ولأن معظم مدمنى الكحوليات ينتابهم أعراض بسيطة وإذا ما كان المدمن يمتاز بصحة جيدة، مكتمل التغذية، يحاط بدعم اجتماعي من المحيطين به فإن أعراض انسحاب الكحول تمر و كأنها نزلة برد و لهذا فإن الخطوة الثانية هى الحفاظ على توفير الراحة التامة للمصاب – أسلوب تغذية متكامل – فيتامينات متعددة و خاصةً مركبات الثيامين.

و ينقسم برنامج (تنقية الجسم من المادة المخدرة) Detoxification إلى  قسمين:

 الإنسحاب البسيط و المتوسط Mild and moderate withdawal

و تنشأ أعراض الانسحاب لتعود المخ على وجود المثبطات  Brain depressantوعدم قدرته على  العمل في غياب مثل تلك المثبطات. و لذلك فإن إعطاء المصاب جرعات عالية من مثبطات المخ Brain depressant في أول يوم من الانسحاب مع نقص الجرعات تدريجيًا في خلال 5 أيام من بداية العلاج  يعطي المريض الراحة التامة و يقلل من فرصة حدوث أعراض انسحاب خطيرة.. و يمكن استخدام العديد من المثبطات منها مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine، Barbiturate . و لكن معظم المعالجين يفضلون استخدام مركبات Benzodiazepine   لدرجة الأمان و يمكن إعطاءمركبات البنزودياذبين Benzodiazepine طويل المفعول مثل  ديازيبامDiazepam  Chlordiazoxide   أو قصير المدى مثل Lorazepam .
مثلاً: يتم إعطاء المريض 25مجم من Chlordiazoxide    ثلاث أو أربع مرات يوميًا عن طريق الفم في أول  يوم من بداية العلاج.. ويمكن زيادة الجرعة في أول يوم بمقدار 25مجم في أول 24 ساعة من بداية العلاج إذا ما اشتكى المتعالج من الإرتعاش Termors أو Autonmic dysfunction .
و مهما تكن الجرعة المطلوبة  لأول يوم من بداية العلاج فإن نقصان جرعاتمركبات البنزودياذبين Benzodiazepineبمقدار 20% يوميًا يعطي الفرصة لعدم الاحتياج إلى أدوية أخرى بعد اليوم الخامس من بداية العلاج.
ولابد أن يراعي المعالج في استخدام مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine طويلة المفعول عدم دخول المريض في حالة من النوم العميق لفرط الجرعات و تقليل الجرعات إذا عانى المريض من ذلك.
و مراعاة عدم نسيان جرعات مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine في حالة  استخدام قصير المدى للحول دون حدوث أى تغيرات في تركيزاته بالدم والتي من الممكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض انسحاب شديدة.
و من الممكن تجنب إعطاء المريض أى علاج عقاقيري معتمدين بذلك على الدعم الاجتماعي للمتعالج فيما يُعرف ذلك ب social model program و يمكن استخدامه في علاج أعراض الانسحاب البسيطة و المتوسطة mild or moderate withdrawal   و يمكن استخدام مركبات أخرى مثل مركبات اندرال  أو الكلونيدين clonidine

الانسحاب القوي Severe withdrawal

و تقل نسبة الإصابة بأعراض انسحاب شديدة لتصل إلى 1 – 3% من مدمني الكحول ممن يعانون من خلل شديد في " “Autonomic function ، هياج،ارتباك.
و هناك من يعانون من الهذيان الارتعاشي الكحولي.
و بالرغم من أنه لا يوجد علاج مثاليإلى الآن فإن الخطوة الأولى في العلاج هى معرفة ما هو السبب الحقيقي وراء ظهور مثل هذا الارتباك و الذي لا يشيع في انسحاب الكحوليات. و غالبًا ما تجد مشكلة ما مصاحبة لإنسحاب الكحوليات تحتاج إلى تدخل سريع.

و يتم علاج أعراض الانسحاب الشديدة للكحوليات عن طريق استخدام:
  • جرعات عالية من مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine في أول يوم مع تدرج سحب تلك  المركبات إلى اليوم الخامس.
  • يمكن استخدام مضادات الذهان مثل هالوبردول في أول و ثاني يوم  للتحكم في سلوكيات المصاب من هياج و ارتباك.
و يعاني 1 – 3% من المتعالجين من إدمان الكحوليات من نوبات صرعية كبيرةGrand Mal Epilepsy و غالبًا ما تكون نوبة واحدة، و  نادرًا ما تكون متعددة النوبات لتزيد نسبة حدوثها في اليوم الثاني من الانسحاب وبعد تقييم  هؤلاء المرضى عصبيًا للتأكد دون وجود مسببات أخرى لتلك النوبات. مع العلم بأنه لا دور لمضادات الصرع في علاج مثل هذه النوبات.


التأهيل

يحتوي برنامج التأهيل على ثلاثة مكونات رئيسية:
أولاً: المجهود المستمر لضمان زيادة و استمرار المعدلات  العالية من الدوافع لدى المتعالج لاستمرار الإقلاع عن الكحوليات.
ثانيًا: العمل على مساعدة المتعالج على إيجاد أسلوب حياة خالي  من الكحوليات.
ثالثًا: الحول دون حدوث انتكاسات.
عكس ما يعتقد مدمني الكحوليات بأن السبب في ذلك الإدمان هو اكتئاب، قلق، ضغوط الحياة اليومية أو أمراض توصف بالمؤلمة  pain-syndrome .  فلا يوجد حدث  جسيم في حياة الإنسان أو فترات من الأوقات العصيبة و لا حتى أى مرض نفسي معروف من الممكن أن يكون السبب في إدمان الكحوليات.
وزيادة على ذلك فإن تأثير مسببات إدمان الكحوليات كما يعتقد البعض سريعًا ما تزول تحت تأثير الكحول نفسه في تغيير تصرفات و سلوكيات و أسلوب حياة الشخص المدمن(بيوت تأهيل المدمنين) .


استخدامات العلاج الدوائي

وإذا ما كان المريض غير مصاب بمرض نفسي آخر لا يدخل في سياقه إدمان الكحوليات الذي يشكل حوالي 85 – 90% من المتعافين من إدمان الكحوليات فإن استخدام بعض الأدوية النفسية لفترات يغلب عليها علامات استفهام كثيرة.
و مع أن استخدام مركبات البنزودياذبين Benzodiazepine في علاج أعراض القلق و قلة النوم  التي تصيب المتعافين و المقلعين عن الكحوليات يعطي نتائج سريعة إلا أنه يحمل مشكلة خطيرة تكمن في محاولة بعض المرضى زيادة جرعات تلك المركبات للوصول إلى أقصى نتائجها مما يسبب له مشاكل أخرى أشد خطورة علاوة على أن تلك المركبات تفقد فاعليتها بمجرد إختفاء الأرق لدى المصاب.
و حتى مع التغيرات المزاجية للمريض و التي عادةً ما تكون مصحوبة بمشاعر من الحزن  " ”mood swing-sadness فإن استخدام مضادات الاكتئاب أو بعض المركبات مثل الليثيوم لاضطرابات المزاج لدى هؤلاء المرضى لا يعطي ثمارًا طيبة.
لأن معظم تلك الأعراض غالبًا ما تزول قبل أن تبدأ فاعلية الدواء في الظهور كما أنه يعّرض المريض لخطورة شديدة إذا ما عاود تعاطي الكحوليات أثناء تناول تلك المركبات.
و الاستثناء الوحيد في ذلك الأمر هو عقار Disulfiram و الذي يُعطي بجرعات 250مجم/ اليوم في المراحل الأولى للمرضى المعاد تأهيلهم.
ولأن المعلومات المتوفرة على فاعلية Disulfiram عنه في placebo قليلة و غير مؤكدة فإن معظم المعالجين توقفوا عن وصف مركب  Disulfiram للشك في فاعليته أو خوفًا من آثاره الجانبية مثل: تقلبات المزاج، التهابات الأعصاب  الطرفية، حالات نادرة من الذهان أو التهابات مميتة بالكبد.
كما أن هناك بعض المرضى لا يُنصح لهم بعقار Disulfiram مثل المصابين بأمراض القلب، البول السكري، جلطات دماغية و ذلك للحول دون حدوث  أعراض خطيرة لمثل هؤلاء المرضى.
و قد أثبتت الدراسات الحديثة وجود نوعان من المركبات تمتاز بفاعليتها في علاج تعاطي الكحوليات:
الأول: نالتركسون Naltrexone و المعروف بـ (Revia )  و الذي نظريًا يُعتقد أنه يقلل من حدة اشتياه الكحول " ”craving أو يُبلّد من تأثير مفعول تناول الكحوليات.
و مع أن دراسة مفعول مركبات  نالتركسون Naltrexone قد تم على  مجموعة صغيرة تبلغ 90 مريض و لمدة قصيرة بلغت 33 شهور فإن نتائج مثل تلك الدراسات قد وصفت بالواعدة لكنها تحتاج إلى دراسات أكبر ولفترات أطول من العلاج.
الثاني: عقار أكام برو ست acomprosate المعروف بـ  (Campral)  و الذي تم اختبار فاعليته على أكثر من خمسة آلاف مريض تحديدًا بجرعات 20000مجم/ اليوم الواحد واقترنت هذه الدراسة بحوالي 10 – 20% تحسن أفضل من placebo
وبالرغم من أن ميكانيكية عمل مركب campral    غير معروف على مستقبلاتGABA أو مواقع NMDA و الذي يؤدي تأثيره إلى خلل في حدوث إدمان أو اعتمادية الكحول (Alchol tolerance ) أو (physical dependence ).
ومع أن اعتبار المركبات التي لا تنتمي إلى مجموعات Benzo من الأدوية الواعدة في علاج إدمان الكحوليات إلا أن الاختلافات العديدة على مدى  فاعلية مثل هذه المركبات  مثل البوسبار Buspirone و التي ظهرت في كثير من الدراسات التي أجريت عليها تلقى بالشك على اليقين باستخدام  مثل تلك المركبات مثلها في ذلك مثل SSRI ، Lithium ، Anti psychotic 

الاثنين، 17 أبريل 2017

إدمان المهداءات والمنومات


إدمان المنومات والمهدئات


إدمان المهداءات والمنومات



ماذا تعرف عن مشاكل العقاقير الطبية المهدئة ؟
إن العقاقير المهدئة مازالت تستعمل في المجال الطبي في علاج حالات القلق والتوتر وبعض حالات الارق، وبخاصة الفاليوم والآتيفان والروهيبنول، ولكن أسيئ استخدامها فأدرجت ضمن الأدوية المخدرة .
وتنقسم المهدئات إلى مجموعتين:  المهدئات الكبرى والمهدئات الصغرى.
المجموعة الأولى: المهدئات الكبرى
تثبط من نشاطات المخ وتهدئ من عمل الجهاز العصبي المركزي ككل مثل المنومات المعروفة باسم البابيتيورات وهي في جرعات صغيرة تزيل الموانع من الشعور الإنساني «أي تترك الإنسان يتصرف بحرية لاشعورية اكثر».
المجموعة الثانية: المهدئات الصغرى
تعمل في أجزاء محدودة من المخ تتعلق بالوجدان والمشاعر، وهي اكثر أمانا بشكل نسبي من البابيتيورات وتسمى بالبنزوديازبينات ولها خاصية التهدئة ومنع الخوف دون تأثير على عمل قشرة المخ
تبين الإحصائيات العلمية أن ما يقارب واحد بين خمسة أشخاص من الذين يستعملون العقاقير المهدئة عندهم القابلية على الإدمان لفترة طويلة
بعض المرضى الذين يتناولون العقاقير الطبية المهدئة يعانون كذلك من أمراض عضوية أو مشاكل اجتماعية مزمنة ولذلك استعمالهم للمهدئات يقلل من الشعور بالقلق والتوتر النفسي وربما الاكتئاب.

 ما هي الاستعمالات الطبية للعقاقير المهدئةالعقاقير ؟

هذه العقاقير المهدئة تستعمل بصورة خاصة من قبل الطبيب النفسي لعلاج حالات القلق النفسي بمختلف درجات شدته وذلك خلال فترة النهار لتهدئة المريض أو ليلاً لعلاج الأرق لمساعدة المريض على النوم .
تعطي هذه العقاقير كذلك للمرضى قبل إجراء العمليات الجراحية كجزء من طريقة تخدير المريض وكذلك تستعمل لاسترخاء العضلات في حالة الشد العضلي وعلاج بعض حالات الصرع .

ما هو الضرر الناتج عن سوء استعمال أو الإدمان على العقاقير المهدئة ؟

إن اكثر المرضى الذين يستعملون هذه العقاقير يشكون من التعب الشديد وربما الغثيان وهذا يكون واضحاً جداً ومباشرة بعد أخذهم للعلاج وخاصة إذا كانت الجرعة كبيرة ، كذلك يعاني المريض من الدوار والصداع وتشوش الذهن واضطراب الذاكرة والانتباه والتركيز وبالتالي عدم المقدرة على أداء المهام التي تستوجب بعض المهارة والانتباه ، لذلك من الضروري تحذير المريض بعدم الاستمرار بعمل يتطلب الانتباه والتركيز كالعمل على الآلات أو التعامل مع الأجهزة الكهربائية وقيادة السيارة مما قد يعرض الشخص والآخرين إلى المخاطر .
أن الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المهدئة ربما يعانون من استجابة عكسية (Paradoxical response ) لمفعول العقار الطبي أي أن العلاج يؤدي إلى التهيج والتوتر  النفسي والضجر بسرعة والميل إلى العنف أو الاعتداء على الآخرين بدلا من المفعول المهدئ للعقار الطبي ، وهذا ربما يؤدي بعض الأحيان إلى ارتكاب جنحة أو أفعال غير قانونية .
إن العقاقير الطبية المهدئة تؤدي كذلك إلى صعوبة في التنفس عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الجهاز التنفسي المزمن كالتهاب القصبات (والامفيزيما). بعض الأحيان يعاني الشخص من زيادة في الوزن .


الأعراض الانسحابية عند التوقف عن استعمال العقاقير المهدئة

       (علامات إحتياج ابنك للمادة المهدئة)
تظهر هذه الأعراض من يوم إلى سبعة أيام بعد التوقف عن استعمال العقاقير المهدئة وهذا يعتمد على نوع العقار وفعاليته حيث تستمر الأعراض من أسبوع إلى أربعة أسابيع أو اكثر يعاني المريض حينها من الأعراض الجسمانية للقلق النفسي الشديد وتشمل :
1- الارتجاف في الأطراف واليدين
2- ازدياد في ضربات القلب
3- جفاف الفم
4- الشعور بالحرارة والبرودة
5- لشعور بعدم الواقعية فيما يخص المحيط الخارجي وشخصية الفرد
6- الصداع الشديد
7- ألم في العضلات والمفاصل
8- اضطراب واضح في النوم
9- فقدان الشهية للطعام وفقدان الوزن
10- اضطراب بالإحساس وعدم تحمل الأصوات والضوء حيث تكون هذه الظاهرة متميزة في مثل هذه الحالات
11- الشعور بعدم المقدرة على التوازن
12- التحسس بذوق ورائحة غريبة وغير طبيعية
13-الاكتئاب
14- نوبة صرع في حالات نادرة

ويجب استبعاد حدوث هذه الأعراض بسبب مرض جسمي أو عقلي .
    تواجد هذه الأعراض الانسحابية لدى المريض هي دليل واضح على أن المريض قد وصل مرحلة الإدمان الجسدي ، وهذا يعني بأن الجسم اصبح معتاداً على العقار المهدئ بحيث لا يستطيع الشخص أن يعيش يومه بدون تناول هذه المادة .
    إن العامل الرئيسي لعلاج هذه المشكلة هي اعتراف المريض بالمشكلة التي يعاني منها ورغبته الصادقة للتخلص من تعوده على هذه العقاقير وتعاونه المستمر باتباع إرشادات الطبيب المعالج .
    يجب توفير طرق بديلة لمعالجة القلق النفسي والتوتر النفسي الذي يعاني منه المريض كالاسترخاء أو العلاج النفسي أو بمضادات الكآبة أو الأدوية الحديثة الأخرى التي لا تسبب الإدمان .

    طريقة العلاج

    تتم طريقة العلاج بتقليل جرعة العقار المهدئ بصورة تدريجية وحسب جدول زمني محدد يقرره الطبيب المعالج وعادة يكون ما بين (4-6) أسابيع أو ربما اكثر وتواجد الدعم وتفهم حالة المريض من قبل أفراد العائلة أو الأقارب سوف يكون له الدور المهم لتجاوز هذه المشكلة .
    ويوجد الكثير من أنواع المهدئات و المنومات:
    مثل البرومور وكان يستعمل في التهدئة ويدخل في مركبات السعال.
    ومن الأنواع المنتشرة والتي تسبب إدمان من الأدوية المهدئة من مجموعة المبروباميت مثل: الكوايتان - الترانكيلان.
    وأحيانًا مجموعة الليبريم ومنها: السبرابكس – الترانكسين – الفاليوم – النوبريم.
    وأهم هذه المنومات هى حامض الباربيتريك و مشتقاته و تباع في الأسواق بأسماء: سبراكس – بازبي 2 – دورميل – بلكونال – فانادورم – سيكونال.

    علاج أعراض انسحاب مركبات البينزوديازيبين  Benzodiazipine
    ولأن مركبات البينزوديازيبين Benzodiazipine تأخذ وقت طويل للانسحاب من الجسم فإن أعراض انسحاب تلك المركبات تأخذ فترة طويلة تستمر عدة أسابيع.
    ويمكن استخدام التجريتول carbamazepine في الوقاية من حدوث نوبات الصرع المصاحبة لانسحاب مركبات  البينزوديازيبين Benzodiazipine .
    و توجد هناك 6 قواعد أساسية يتم من خلالها علاج أعراض انسحاب مركبات   Benzodiazipine :
    • تقييم وعلاج أى مشكلة نفسية أو صحية أخرى مصاحبة لانسحابBenzodiazipine .
    • تدوين تاريخ إدمان المادة وعمل تحليل دم وبول للدواء -  ethanol assay .
    • تحديد الجرعات المطلوبة من مركبات Benzodaizip و Barbiturateللوصول بها إلى  حالة استقرار يمر من خلالها المتعالج أثناء انسحابBenzodiazipine .
    • عمل تنقية من المادة ( للسميات) الموجودة بالجسم“Detoxification” من تناول جرعات  زائدة:
    • احتجاز المريض داخل مستشفى في وجود:
  1. اضطراب نفسي أو صحي آخر.
  2. إدمان مادة غير البينزوديازيبين Benzodiazipine .
  3. ضعف الدعم الاجتماعي للمريض.
    • بعض المعالجين يفضلون استخدام مجموعات من Bezodiazip طويلة المفعول  بينما يفضل البعض الآخر استخدام نفس الدواء لعمل انسحاب “Withradual”  للمريض عن طريق استخدام  نفس مركباتBenzodiazipine .
    • إبتداء سحب جرعات المادة Bezodiazip بمقدار 30% باليوم الثاني أو  الثالث من بداية البرنامج بعد الوصل إلى حالة من الاستقرار لدى المريض نفسه.
    • سحب الجرعات بمقدار 10 – 25% كل عدة أيام بشكل ثابت.
    • استخدام عقاقير أخرى أثناء برنامج العلاج للتعامل مع أى اضطرابات  يعاني منها المريض مثل مضادات الاكتئاب – مضادات الصرع –clonidine (كاتابرس).
    • عمل إزالة للمادة "Detoxification " عن طريق:
    • انقاص جرعات Bezodiazipine المستخدمة بمقدار 10 – 25%  وتقييم استجابة المريض.
    • تحديد مدى سحب جرعات Benzodiazipine   على حسب استجابة المريض وشدة القلق المسيطر  عليه.
    • غالبًا ما يتخطى المريض هذه البرامج بدون أى معوقات.
    • التدخل بالعلاج النفسي للمريض أثناء فترة انسحاب المادةBenzodiazipine مثله مثل العلاج بالعقاقير طويل المدى لحالات  القلق.

    علاج أعراض انسحاب Barbiturate (حمض الباربيتورك)

    ولتجنب حدوث موت مفاجئ للمريض أثناء انسحاب  الباربيتورك Barbiturate لابد للأطباء المعالجين أن يتبعوا القواعد الأساسية (Guide line ) في انسحاب هذه المركبات Barbiturate .
    • تجنب إعطاء مركبات Barbiturate إلى أى مريض يعاني من غيبوبة أوتسمم شديد grossly intoxicated .
    • على المعالج أن يحدد أولاً كميات الباربيتورك Barbiturate التي كان يستخدمها  المريض يوميًا وعلى ذلك يتم تقييم الجرعات عمليًا.
    • يتم سحب الجرعات Barbiturate يوميًا يمقدار 10% من الكمية  المستخدمة يوميًا.
    • عند الوصول إلى الجرعة Barbiturate التي يستقر عندها المتعالج  يتم استخدامها خلال فترة تنقية السم من الجسم.
    • إذا ما عانى المريض خلال فترة الانسحاب من أى أعراض للانسحاب يتم سحب الجرعات بنصف المعدل المتبع أى 55% من الجرعة يوميًا.
    • يمكن استخدام الفينوباريتال كبديل لمركبات الباريتورات "Barbiturate " قصيرة المدى.   
    ولأن مركبات الفينوباريتول تستمر فعاليتها لفترات طويلة ولصعوبة حدوث تقلبات بنسبة تركيز المركبات Barbiturate بالدم فمن الصعب  حدوث  مشاكل خطيرة أو أعراض تسمم عن استخدام جرعات زائدة من الفينوباربيتال.
    ويتم استخدام 30 مجم من الفيوباربيتال لكل 100 مجم من الباريتوراتBarbiturate قصير المفعول.
    ولابد أن تستمر نسبة الجرعات لمدة يومين على الأقل على نفس المستوى قبل أن يتم سحب المزيد من جرعات المادة. وغالبًا ما يشبه علاج إدمان الهيروين عن طريق الميثادون كبديل أثناء فترة الانسحاب.
    ولابد أن يمتلك المريض القدرة على تخطي رغباته في إدمان مثل هذه المركبات بعد انتهاء مرحلة تنقية جسمه من المادة و انتهاء فترة الانسحاب.
    ومع أن بعض المعالجين يفضلون استخدام منومات أو مهدئات غير الباريتورات Barbiturate كبديل لتجنب حدوث انتكاسات مع رفض البعض استخدام تلك البدائل لعدم  الوقوع في الإدمان تلك المواد معتمدين على استخدام الدعم الاجتماعي و المتابعة المتكررة للمتعالج.


    علاج التسمم بالجرعات الزائدة من المنومات والمهدئات    
    Sedative-hypnotic-anxiolytic

    • غسيل للمعدة أو حث المريض على القئ.
    • استخدام فحم نشط أثناء الغسيل لتأخير امتصاص المادة من جدار  المعدة.
    • متابعة دقيقة للعلامات الحيوية للمريض.
    • متابعة دقيقة لعلامات نشاط الجهاز العصبي.
    • في حالة دخول المريض في غيبوبة أو فقدان الوعى:
    • عمل خط وريدي يتم من خلاله إعطاء سوائل للمريض.
    • متابعة العلامات الحيوية للمريض.
    • عمل أنبوبة للقصبة الهوائية لضمان وصول الأكسجين إلى الرئتين.
    • عمل تنفس صناعي إذا ما لزم الأمر.
    • احتجاز المريض داخل غرفة للعناية المركزة في المراحل الأولى من  استعادة العافية من تلك الجرعات الزائدة.

    رأى الخبراء

    وفي دراسة عالمية لمعرفة رأى الخبراء حول الفوائد و المخاطر من استخدام مركبات البينزوديازيبين  Benzodiazipine  والأدوية البديلة في علاج حالات القلق.
    وقد ركزت الدراسة على المقارنة بين فوائد ومخاطر استخدام  مركبات البينزوديازيبين Benzodiazipine  والأدوية الأخرى البديلة وبين مجموعات البينزوديازيبين  Benzodiazipine نفسها.
    ويتم تقييم مخاطر استخدام تلك المركبات من حيث احتمالية حدوث اعتمادية، أعراض انسحاب، مدى سهولة التوقف عن استخدام الدواء.
    وقد أجمع ثلثى الخبراء “Expert-Panel” أن استخدام مركبات  البينزوديازيبين  Benzodiazipine  في حالات القلق لا تُمثل خطورة  عالية لنمو اعتمادية أو أعراض انسحاب.
    ولم يوجد توافق بين الخبراء حول وجود تشابه ثابت في فرصة نمو اعتمادية أو أعراض انسحاب بين مركبات البينزوديازيبين  Benzodiazipine  طويلة وقصيرة المفعول.. ولكن  هناك توافق بين جميع الخبراء أن سحب جرعات ال Benzodiazipine  تدريجيًا لا ينتج عنها أعراض انسحابية تذكر.  ولأن الفوائد من استخدام مركبات Benzodiazipine  لا تقارن أبدًا بمدى ضآلة حدوث مخاطر من  استخدامه فإن معظم الخبراء قد عارضوا وجود تحذيرات على وصف تلك المركبات.

الأحد، 16 أبريل 2017

الكوكايين


نبات الكوكا

الكوكايين

يستخلص الكوكايين من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا الجنوبية، وقد عُزِلت مادة الكوكايين عن النبات عام 1808 واستخدمت كمخدر موضعي في جراحات العين والأنف والحلق لما له من تأثير مسكن بالإضافة إلى قدرته على منع النزيف لأنه يسبب إنقباض الأوعية الدموية، وكان الكوكايين يضاف إلى المشروبات الغازية إلى أن مُنِع تداولها وإضافتها للمشروبات عام 1914 حيث اُعتبر الكوكايين من المواد المسبب للإدمان.

كوكايينشكل الكوكايين

الكوكايين هو مسحوق أبيض يضاف له مسحوق السكر أو مادة البروكين وهي مادة تستخدم في التخدير الموضعي ويتم خلطها بالكوكايين لتخفيفه وغشه.

طريقة استعمال الكوكينطرق التعاطي
يتم تعاطي الكوكايين عن طريق:
1.الشم وهذا يسبب تأثيراً سريعاً.
2. الحقن في الوريد بعد إذابته في الماء.
3. استنشاق الأبخرة المتصاعدة من جراء حرق عجينة الكوكايين.
لكن مازال الاستنشاق للمسحوق هو الأكثر شيوعاً ومن عواقبه ثقب الحاجز الأنفي.

ما هو الكراك؟ 
الكراكهو من مشتقات الكوكايين وهو عبارة عن الكوكايين المقطر بالتكسير؛ الغرض من تصنيعه تركيز تأثير الكوكايين و زيادة فاعليته، وتأثيره أضعاف تأثير الكوكايين وقد يصل المتعاطي إلى مرحلة الإدمان عند تعاطيه مرتين فقط. سمي هذا الأسلوب بكلمة المفرقع (Krack) لأنه سريع التأثير وقوي جداً ويحدث الإدمان بسرعة، وهو احد المنشطات نصف المصنعة، وهو الكوكايين المقطر بالتكسير، وقد سمي بالكراك لأن رواسب بيكربونات الصوديوم الموجودة في الصخرات، تحدث فرقعة عند تدخينه.
يصنع الكراك من هيدروكلويد الكوكايين باستخدام بيكربونات الصوديوم مع الماء وتسخينه من اجل ازالة زيون الكلوريد وينتج عن هذه العملية قاعدة كوكايين بشكل بلوري وحجم حصوي.
وليس الكراك كوكايين نقي، وفي عملية صنعه تبقى كربونات الصوديوم بشكل ملح وتحد من نقاوة هيدروكلوراي، ويدعى بهذا الاسم لأن رواسب بيكربونات الصوديوم تبعث في الغالب فرقعة عند التدخين.
واخذ الكراك موضع الكوكايين في التعاطي، وله اقبال شعبي لعدة اسباب اذ يمكن تدخينه بدلاً من استنشاقه وعند تدخينه يجري امتصاصه بسرعة كما انه يعبر الحاجز بين الدم والدماغ في غضون ثوان قليلة ويولد نشوة تكاد ان تكون فورية اضافة الى انه رخيص الثمن يمكن إخفاؤه ونقله بسهولة، وللحيثيات التي منها رخص الثمن وسرعة المفعول وشدة النشوة تصل احتمالات الإدمان على الكرك وإساءة استعماله اعظم من احتمالات اي منتج آخر من منتجات الكوكا ويعاني مدمنو الكراك من شدة الإحباط والتهيج وجنون العظمة واحتقان الشعب الهوائية والسعال المزمن واضطرابات في الذاكرة والعنف ومحاولة الانتحار والاضطرابات العقلية والشعور بالاضطهاد والخوف الدائم ونقص الوزن.

آلية تأثير الكوكايين
الكوكايين هو منبه قوي للجهاز العصبي المركزي وله تأثير على نسبة الهرمونات العصبية التي تقاوم الإكتئاب وتسبب الشعور بالمرح مثل النورأدرنالين والسيروتينين والدوبامين

مظاهر التعرف على متعاطيه (علامات تعاطي ابنك الكوكايين)
1.عند تعاطي الكوكايين يشعر المتعاطي بنشوة وخفة واحساس عالي بالثقة بالنفس قد يصل إلى الاحساس بالعظمة.
2.كثرة الحركة
3.كثرة الكلام والضحك مهما اعتلاه من هم وغم
4. يلاحظ عليه الأرق.
5. اتساع حدقة العين
6.فقدان الشهية
7.سرعة ضربات القلب مع ارتفاع ضغط الدم.
ما هي أعراض التسمم بالكوكايين؟
تسبب الجرعات الزائدة لمتعاطي الكوكايين حالة من التهيج والعصبية والعدوانية فيميل المتعاطي إلى الإعتداء على الآخرين، ويفقد التقدير السليم للمواقف وحكمه على الأمور، ويصبح كثير الحركة وكثير الكلام والضحك بدرجة مبالغ فيها، وقد تحدث أعراض عقلية شديدة مثل الهلاوس السمعية والشعور بالإضطهاد.
أعراض الإنسحاب (علامات إحتياج ابنك للكوكايين)
عند التوقف عن تعاطي الكوكايين يشعر المتعاطي بالكسل والرغبة في النوم مع شعور حاد بالكآبة قد يصل إلى التفكير في التخلص من حياته عن طريق الانتحار، يشعر أيضاً بالقلق والإرهاق الشديد وتستمر هذه الأعراض عدة أيام بسيطة ثم تختفي.. لذا فإن التوقف عن تعاطي الكوكايين ليس مشكلة لكن المشكلة تكمن في آثار التعاطي على حياة الشخص فنجد هذا الشخص أصبح مندفعاً عدوانياً عصبياً مع تدهور كفاءته في العمل وتتدهور علاقاته الإجتماعية والشخصية وقد يصبح مجرماً بسبب سعيه وراء الحصول على المال لشراء هذا العقار باهظ الثمن.
علاج و إعادة تأهيل مدمني الكوكايين
تختلف أعراض انسحاب مركبات الكوكايين من الجسم عنها في الكحول و مركبات الهيروين و المنومات و المهدئات.. فهو يتميز بعدم وجود اختلال فسيولوجي قوي يتطلب منا احتجاز المتعالج.
و لذلك فمن الممكن محاولة ادخال المريض لبرنامج تنقية الكوكايين من الجسم“Detoxification”   في المنزل قبل أن نقرر احتجازه داخل المستشفى
وتتمثل أعراض انسحاب الكوكايين:
  1. الشعور بالإرهاق و التعب.
  2. تعكر المزاج.
  3. اضطرابات النوم.
  4. البعض يعاني من اكتئاب.
  5. البعض يعاني من اشتياه قوي للحشيش.
ومع عدم وجود أى مركبات دوائية تتحكم في شدة أعراض الانسحاب فإن أعراض الانسحاب تنتهي خلال أسبوع إلى أسبوعين حيث تنتهي اضطرابات النوم ويتحسن المزاج و القدرات المعرفية بصورة شبه مكتملة.
و المعظم من مدمني الكوكايين لا يسعون في معظم الأحوال إلى محاولة التعافي من تعاطيهم الكوكايين.. فمعظم العواقب السلبية التي تعود عليهم من الكوكايين تكون في معظم الأحوال ضعيفة. ولذلك فإن التحدي الكبير الواجب التغلب عليه في علاج إدمان الكوكايين هو التغلب على الاشتياه الشديد للكوكايين التي يسيطر على التعاطي.
و تظهر الأعراض السلبية على مدمن الكوكايين في صورة مشاكل مستمرة تظهر في محيط العمل و في محيط الأسرة. ولذلك فعلى المعالج أن يتعامل مع مدمن الكوكايين بشتى الاستراتيجيات التي تضمن احتواء كل المحاور المحيطة بالمريض واستعمال الاستراتيجيات النفسية والاجتماعية و البيولوجية في العلاج.
ولتحقيق التوقف الكامل عن إدمان الكوكايين يتطلب أحيانًا احتجاز المريض بصورة جزئية أو بشكل كامل داخل المستشفى و ذلك لانتشال المتعالج من الوسط الاجتماعي الذي يحصل من خلاله على الكوكايين.
و نضطر إلى عمل تحليل بول متكرر و بصورة غير منتظمة للكوكايين و ذلك لضمان استمرارية الإقلاع و خاصةً في الأسابيع  أو الشهور الأولى من بداية الإقلاع.
وتعتمد سياسة علاج منع الانتكاسات بصفة أساسية على العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة إلى احتجاز المريض داخل المستشفى و متابعة علاجه بالمنزل و ذلك للعمل على الحفاظ على ضمان استمرارية الإقلاع.

الاستراتيجيات النفسية الاجتماعية
وغالبًا ما يتم من خلال العلاج النفسي الفردي والأسري والجماعي ويركز المعالج على ديناميكية إدمان الكوكايين و المؤثرات الايجابية التي يتجنبها المدمن و يستمتع بها من إدمان الكوكايين و الطرق الأخرى التي من الممكن أن يحصل بها على نفس تلك المؤثرات الايجابية.
ويلعب دور العلاج الأسري  دورًا مهمًا في استراتيجيات العلاج.. و يتم ذلك من خلال مناقشة العائلة في ملاحظاتهم التغيرات السلوكية التي ظهرت على المريض و مدى الضرر الذي لحق بهم أثناء فترة إدمان الكوكايين و كيفية تعاملهم و استجاباتهم لمثل هذه التغيرات السلوكية.
ولابد أن نركز من خلال الأسرة على المستقبل و مدى التغيرات التي لابد أن تطرأ على طبيعة أنشطة الأسرة و التي تساعد المريض على استمرارية إقلاعه و ترشّد طاقته عن طريق توجيهها إلى إتجاهات مختلفة بعيدة عن إدمان الكوكايين.
و من الممكن استخدام كل تلك الاستراتيجيات في علاج المرضى بالمنازل و لا يتطلب تطبيقها احتجاز المريض داخل المستشفى.

شبكة العلاج المتكاملة
و يظهر هذا الأسلوب من العلاج عن طريق دمج العلاج الفردي والجماعي  و ذلك لضمان الحصول على أكبر قدر من النجاح ونستخدم في شبكة العلاج الجماعي كلاً من الطرق النفسديناميكية و العلاج المعرفي السلوكي في العلاج الفردي من خلال إلحاق المريض في مجموعات المساندة  
وهنا تتكون المجموعة من:
  1. عائلة المريض.
  2. أصدقاؤه.
  3. المريض نفسه.
  4. الطبيب
  5. المعالج.
يجتمعون مع بعضهم من خلال جلسات علاجية متلاحقة يكمن دورها في تنمية الترابط كأداة لإلحاق المريض بمنظومة العلاج.
و أخيرًا فإن كل هذه المنظومة لابد أن تدار بواسطة الطبيب المعالج بغرض تنمية الترابط لضمان انتظام المريض على استراتيجيات العلاج المتبعة.

العلاج الدوائي
إلى الآن لا يوجد علاج عقاقيري يستخدم للإقلاع عن إدمان الكوكايين كما هو الحال في مركبات الميثادون methadone  أو levamethadyl   التي تستخدم في علاج إدمان مشتقات الأفيون (مثل الهيروين).
مع وجود العديد من المركبات العقاقيرية التي تم إعتماد استخدامها في أعراض أخرى تُختبر الآن في علاج إدمان الكوكايين.
و في معظم الأحوال فإن مدمني الكوكايين غالبًا ما وصفوا بكونهم إما أطفال يعانون من كثرة الحركة و تشتت التركيز ADHD  أو يعانون من اضطرابات وجدانيةو الذين استخدموا مركبات  الريتالين أو الليثيوم و هذان النوعان من الأدوية لا يمثلان أى فائدة في حال غياب الاضطراب نفسه و على ذلك فعلى الطبيب أن يستقصي أشد معايير التشخيص قبل استخدام أى من المادتين في علاج إدمان الكوكايين، ففي استخدام الريتالين في علاج ADHD من الممكن أن يتسبب في نمو الشعور  بالأشتياه الشديد إلى الكوكايين.

ومع أن الشعور الذي يمثل هذا الاشتياه من الممكن أن يكون ضعيف في حالة استخدام نوع طويل المفعول حتى يكون إفرازه في الدم بمعدل بطئ إلا أنه كان لابد من توضيح تلك المخاطر التي ربما تحدث أثناء العلاج.
وتشير الكثير من الدلائل أن استخدام الكوكايين لفترات طويلة يؤثر على طبيعة عمل الكثير من النواقل العصبية خاصةً الدوبامين و السيروتونين بالخلل. و لذلك فإن الكوكايين يخلق حالة من نقص الدوبامين النوعي و مع أن نظرية الخلل الذي يحدثه الكوكايين في عمل الدوبامين لازالت في النمو إلا أنه من الصعب لإثبات أن المواد التي نظريًا لها القدرة على تعديل عمل الدوبامين من الممكن أن تحدث خللاً أثناء فترات العلاج.

و من المحاولات التي استخدمت في علاج إدمان مركبات الكوكايين استخداممضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات TCA والتي نجحت فقط في إعطاء بعض  النتائج الإيجابية في بداية مراحل علاج الحالات البسيطة من الإدمان مع غياب أى  نتائج أو تأثير في الحالات المتوسطة و شديدة الإعتماد.

وقد استخدمت مركبات أخرى مثل مضادات الاكتئاب أحادية الأمين و مثبطات استرجاع السيروتونين و مضادات الذهان ومركبات الليثيوم و مضادات الصرع.
و في دراسة وصلت جرعات مركبات إيبانيوتين phyntoin بها إلى 3000مجم/ اليوم (أحد مضادات الصرع القديمة) والتي أثرت بشكل إيجابي على  الإقلاع عن استخدام الكوكايين.
و لكن كل هذه المواد و الدراسات غير مؤكدة حتى الآن.

تجارب في العلاج ربما تظهر في المستقبل القريب
جدير بالذكر أن العديد من المركبات يتم الآن اختبارها على الحيوانات.. و العديد منها يتم استخدام قدرته على إثارة أو تثبيط مسقبلات الدوبامين و بالتحديد
(selection D1 Agonist ).
والأدوية التي تمتلك القدرة على منع الكوكايين من الإرتباط بنواقل الدوبامين“Dopamine – Transporter”  وفي نفس الوقت يسمح لنفس النواقل لإزالة الكوكايين من الوصلات العصبية  .
وهناك تجارب أخرى تهدف إلى استخدام أجسام مضادة تتحد مع جزيئات الكوكايين بالدم لتمنع وصوله إلى المخ والذي يعرف بطُعم الكوكايين.
وفي نفس الدراسة نأمل في استخدام أجسام مضادة تكسّر جزيئات الكوكايين بالتحديد وليس فقط لحملها بعيدًا عن المخ.. ويزيد الأمل في ذلك وجود انزيمات مثل أشباه الكولين استريز pseudo choline esterene الموجودة طبيعيًا في الجسم البشري و الذي تظهر قدرته على تكسير جزيئات الكوكايين تحديدًا بالدم.
ومن الأدوية التي يتم إجراء التجارب عليها هى مركب  vigabatrin و الذي يستخدم في علاج حالات الصرع المتأصلة بالأطفال.
و يظهر دوره في امكانية استخدامه في علاج أعراض انسحاب إدمان الكوكايين  من خلال  :
  1. vigabatrinالقدرة على رفع مستوى الجابا GABA  (ناقل عصبي) بصورة ملحوظة.
  2. قدرته على إحداث خلل في قدرة الكوكايين، الهيروين،  النيكوتين، الكحوليات، على زيادة مستويات الدوبامين خارج خلايا معينة nucleus- Acumbens .
وبالرغم من أن العديد من الدراسات تؤيد قدرة عمل vigabatrin إلا أنه مازال تجري المزيد من  التجارب لإعتماد استخدامه في المستقبل القريب.

إدمان هيروين


الخشخاش
الأفيون

 opium هو العصارة اللبنية المستخرجة من نبات الخشخاش غير الناضجة. يحتوي الأفيون على أكثر من عشرين مركب كيميائي معظمهم له تأثير طبي وأهمهم المورفين morphine الذي يُستخدم كمسكن قوي  للآلام الشديدة وبخاصة الناتجة عن السرطان.
يعتبر الأفيون المادة الأساسية لتحضير الهيروين إلا أن الهيروين ليس له استخدام طبي.
يعتبر الأفيون والمورفين و الهيروين من المخدرات التي تثبط الجهاز العصبي المركزي وجميعهم يسبب الإعتماد النفسي والإعتماد العضوي لدى الشخص الذي يتعاطى هذه المواد دون إشراف طبي دقيق.

آلية تأثير الهيروين

هيروينبعد تعاطي الهيروين سواء بالحقن أو الشم أو التدخين يصل إلى المخ ليلتصق بمستقبلات خاصة تسمى مستقبلات الأفيون ومع استمرار التعاطي لفترات طويلة يحدث تغيرات في هذه المستقبلات. كما أن للهيروين تأكثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورأدرينالين، ولا يختلف تأثير الهيروين عن المواد الأخرى المستخرجة من الأفيون إلا بسرعة التأثير.

التأثير الإكلينيكي للهيروين

(علامات تعاطي ابنك الهيروين)
الهيروينبعد فترة قصيرة من تعاطي الهيروين يشعر المتعاطي بقمة النشوة والراحة وإحساس وهمي بالسعادة وفقدان الإحساس بالألم ومن أهم الأعراض عدم القدرة على التركيز والنسيان والخمول وتعلثم اللسان وضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة واحمرارها وزيادة ضربات القلب والتي سرعان ما تتحول إلى بطء في ضربات القلب وإنخفاض ضغط الدم.

 

كيف ينشأ الإدمان

ينشأ إدمان الهيروين عند تعاطي جرعات منه –مهما كانت صغيرة- لعدة أيام قليلة بعدها يبدأ المتعاطي في زيادة الجرعة سعياً وراء الشعور بالنشوة، وكلما استمر في التعاطي استمرت حاجته إلى زيادة الجرعة وبعدها لا يستطيع التوقف عن التعاطي لمدة تزيد عن 10 ساعات تقريباً بعدها يظهر عليه علامات الإشتياق للمخدر. ويدل على حدوث ظاهرتي الإعتماد النفسي والاعتماد البدني، وإذا لم يتمكن من الحصول على الهيروين فإنه يشكو من الأعراض الإنسحابية و التي تظهر بصورة جسدية لا يتحملها المدمن ولا يستطيع التعايش معها.

 

الأعراض الإنسحابية:

علامات احتياج ابنك للهيروين

  • آلام شديدة بالعضلات والعظام
  • اسهال شدي
  • مغص شدي
  • عرق غزي
  • إفرازات غزيرة من الأنف والعينين
  • إرتفاع الضغط وسرعة النبض وإرتفاع الحرارة
  • إتساع حدقة العين
  • الغثيان والقيء
  • الإحساس الشديد بالضعف
وشدة هذه الأعراض تجعل المدمن يجثو على قدميه ويزحف على الأرض طلباً لجرعة هيروين تنقذه من عذابه وقد يتنازل عن أي شيء في سبيل التخلص من هذا الألم الجسيم الذي يشعر به والذي لا يهدأ إلا بتعاطي الهيروين.
تظهر الأعراض الإنسحابية بعد حوالي 6 إلى 8ساعات من تعاطي آخر جرعة، وتصل إلى قمتها في اليوم الثالث وتختفي هذه الأعراض ويبرأ منها الشخص بعد حوالي 10 أيام ولكن بعض الأعراض تستمر لفترة أطول قد تصل إلى 6أشهر. وفي أثناء تلك الفترة يشعر المدمن بالكآبة والضيق ويعاني من عدم الاستقرار وكثرة الحركة والتوتر والقلق وسهولة الاستثارة والضعف العام.

الأمراض المصاحبة لإدمان الهيروين

  • أمراض نفسية
    • الإكتئاب والقلق وإضطراب الشخصية المعاديةللمجتمع ، ونسبة المتعاطين الذين يلجأون إلى الإنتحار تصل إلى 15%
    • الفصام
  • أمراض عضوية
    • كاللإيدز والإلتهاب الكبدي الوبائي وكذلك اثار تعاطي الهيروينالإلتهابات البكتيرية بالإضافة إلى السلوك الجنسي غير السوي وعدم الحيطة والحذر فيه لذا لجأت بعض الدول التي فشلت في السيطرة على الإدمان إلى اللجوء إلى السيطرة على مضاعفاته ومن أهمها العدوى
    • إلتهاب وتخثر الأوعية الدموية وكثرة الإصابة بالعدوى في مناطق الحقن وتكثر الندبات في الجلد بشكل واضح
    • الضعف الجنسي
 

علاج الاضطرابات الناجمة عن إدمان مشتقات الأفيون

والمورفين هو أحد مشتقات الأفيون العديدة مثل: كوديين – هيروين – ثيبين – يونين – ومركبات الترامادول. و الكل يؤدي إلى الإدمان.
وأخطرها هو الهيروين الذي يتم تعاطيه بالاستنشاق وأحيانًا الكوديين يدخل في مركبات السعال ومسكنات الألم.


علاج الجرعات الزائدة (التسمم):

وتأتي المهمة الأولى قبل إتخاذ أى خطوات اخرى في:
  • التأكد من وجود مجرى هوائي سليم لدى المريض.
  • شفط كل الافرازات المخاطية من القصبة الهوائية و الحنجرة.
  • ادخال أنبوب هوائي (عن طريق الطبيب) air way لضمان وصول الأكسجين  إلى الرئتين.
نالوكثونويتم مساعدة المريض على التنفس ميكانيكيًا لحين الحصول على النالوكسون “naloxone” . ويتم إعطاء النالوكسون عن طريق الحقن الوريدي ببطء شديد بجرعات مبدئية 88. مجم/ 70كجم من وزن الجسم.

وغالبًا ما تظهر أعراض التحسن مثل:
  • ازدياد معدل التنفس للمريض بصورة سريعة.
  • اتساع حدقة العين.
      ولكن في غياب ظهور هذه الأعراض بعد حقن المريض بنالوكسون يمكن إعادة  إعطاؤه مرة أخرى بعد عدة دقائق مع الأخذ بالاعتبار بأن: 
  • استخدام جرعات كبيرة من النالوكسون من الممكن أن تتسبب بظهور  أعراض انسحاب.
  • وكان يُعتقد في الماضي أنه بعد استخدام 4 – 5مجم من نالوكسون بدون ظهور أى أعراض تحسن فمن المحتمل  في هذه الحالة وجود مواد أخرى مسببة لتثبيط الجهاز العصبي.

الميثادون  Opoid agonist

ميثادونالميثادون.. وهو من مشتقات الأفيون المصنعة  opioid  والذي يتم استخدامه في علاج أعراض انسحاب الهيروين  والذي يمكن تناوله عن طريق الفم.
ويُستخدم الميثادون بجرعات تتراوح ما بين 20 – 80مجم لتثبيط أعراض انسحاب الهيروين كبديل للهيروين نفسه، وغالبًا ما تكفي هذه الجرعات لتثبيط أعراض انسحاب مع امكانية استخدام جرعات أكبر في العلاج تصل إلى حوالي 120مجم من الميثادون.
ويمتد مفعول الميثادون لفترات طويلة تصل إلى 24 ساعة ولذلك يمكن إعطاؤه مرة واحدة يوميًا، ويتم استمرار تناول الدواء وعند اختفاء أعراض الانسحاب تمامًا يتم سحب الميثادون من المريض تمامًا.
ومن الممكن أن يعاني المريض من انسحاب الميثادون نفسه ولكن يتم استخدام كلونيدين بجرعات0.1 إلى 0.3 خلال فترة  سحب الميثادون نفسه.

ويتمتع عقار الميثادون بعدة مزايا:
  • يعفي المريض المصاب باعتمادية مشتقات المورفين Opioid dependenceمن استخدام الهيروين عن طريق  الحقن.. وبالتالي يقلل من فرصة انتشار العدوى بفيروس نقص المناعة الإيدز AIDS أو الالتهاب الكبدي الوبائي بين  المتعاطين.
  • لا يسبب الميثادون هوس واضح و لا يؤدي إلى اضطرابات شديدة بالوعى  عند استخدامه لفترات طويلة.
  • يُعطى المريض الفرصة للالتحاق بوظيفة أو عمل مربح بدلاً من الوقوع في  أنشطة إجرامية.
غير أن استخدام الميثادون يتسبب في استمرارية الاعتماد عليه نفسه.

ليفو ميثاديل Levo methadyl

وهو واحد من مشتقات المورفين opioid agonist والذي لم يعد يستخدم الآن لوجود اضطرابات بصورة رسم المخ Interval Q.T مصاحبة بلغط في القلب يوصف  بالمميت.


بيو بري نورفين Buprenorphine

بيو بري نورفينيعد أيضًا واحدًا من opioid agonist المعتمدين في علاج إدمان مشتقات المورفين opioid منذ عام 2002.
ومن الممكن أيضًا استخدامه في برنامج علاجي خارج المستشفى بشرط حصول المعالج على شهادة تفيد بأنه قد تم تدريبه على كيفية استخدامه
ويعطى دواء البيو بري نورفين بجرعات تتراوح ما بين 8 – 10مجم   ثلاث مرات أسبوعياًًا وذلك لإنفصاله البطئ من مستقبلات مشتقات المورفين opioid receptor .
وبعد استخدامه لعدة مرات يعمل على إحداث يوقف التأثير المكتسب من حقن الهيروين أو المورفين عن طريق الوريد.
ويمتاز  دواء بيو بري نورفين بوجود أعراض بسيطة جدًا من الانسحاب إذا ما تم إيقافه فجأة بعد استخدامه لفترات طوية.
وتعمل هذه المواد عن طريق غلق أو وقف أو تضاد تأثير مشتقات الأفيون opioid .. وعلى العكس من الميثادون فمثل هذه المواد لا تعطي تأثير و لاتؤدي إلى نمو اعتمادية عليها مثل:
  •   نالكسون Naloxone
والذي يستخدم كما ذكرنا سابقًا في علاج التسمم بالجرعات العالية من مشتقاتةالأفيون opioid عن طريق إحداث إعكاس لمفعول هذه  المخدراتNorcotics .
  • نالتركسون Nal-trexone
نالتريكسون الريفياوهو طويل المفعول بحيث يبلغ مفعوله حوالي 12 ساعة.
وتستخدم مثل هذه المواد بصفة أساسية في إحداث إعكاس لمفعول Opioid وخاصةً في إحداث   الشعور بالانبساط و السعادة الزائدة من  تناول الهيروين أو المورفين عن طريق إحداث حالة من الاحباط لدى الشخص المدمن للهيروين للحصول على تلك المؤثرات.
وتكمن نقطة الضعف التي تنتاب هذا النموذج من العلاج إلى افتقاره إلى ميكانيكية من شأنها  To  campel  المريض لاستمرار تناول تلك المضادات لمركبات مشتقات الأفيون Opioid .



الحمل واعتمادية المورفين

وتبلغ نسبة الأطفال الذين يولدون لأمهات مدمنات و اللواتي يعانين من أعراض انسحاب حوالي ثلاثة أرباعهم ولذلك تظهر لدينا مشكلة جسيمة فيما تُعرف بإدمان المبتسرين (Neonatal  addiction ). 

علاج أعراض الانسحاب لدى المبتسرين

المبتسرينبالرغم من أنه من النادر حدوث خطورة تهدد حياة الشخص البالغ من انسحاب مشتقات الأفيون Opioid إلا أنه يُمثل خطورة على حياة  الجنين لأم مدمنة لمركبات مشتقات الأفيون (المورفين)Opioid قد تؤدي إلى عدم اكتمال الحمل  (إجهاض) أو موت الجنين بداخلهن.
وباستخدام جرعات صغيرة جدًا من الميثادون 10 – 40 مجم/ اليوم تتناولها الأم المدمنة أثناء فترة الحمل تعتبر من أفضل الطرق المتبعة أثناء فترة الحمل، وفي هذه الحالة فإن أعراض انسحاب التي تنتاب المولود تكون قليلة الخطورة و يمكن معالجتها بجرعات صغيرة من الباريجوريك Paregoric .
أما إذا ما حدث الحمل أثناء تناول الأم جرعات عالية من الميثادون، فإن الجرعات لابد أن تخفض تدريجيًا بواقع 1مجم/ ثلاثة أيام مع المتابعة الدقيقة لحركة الجنين داخل الرحم في تلك الفترة.
أما إذا ما كان من الضروري الانسحاب أثناء الحمل فدائمًا ما نفضل ذلك في العقد الثاني من فترة الحمل.


إصابة الجنين بالإيدز  Fetal AIdS 

الايدزتعتبر إصابة الجنين بفيروس نقص المناعة الإيدز ”ADIS” من أكبر المشاكل التي تواجه الأم  المدمنة لمشتقات الأفيون Opioid والمصابة  بفيروس نقص المناعة.. فالفيروس ينتقل عن طريق الأوعية الدموية المخترقة للمشيمة كما ينتقل للرضيع عن طريق لبن الأم. ولذلك فاستخدام عقار ZidovudineRetrovir بمفرده أو مضافًا إليه مضادات أخرى لفيروس الإيدز للأمهات الحوامل اللاتي أصبن بفيروس الإيدز ”ADIS”  عن طريق  السرنجات بين  المدمنين من الممكن أن يقلل من فرصة إصابة الجنين بفيروس الإيدز.

العلاج النفسي

ويتم من خلاله استخدام كل أنواع العلاج النفسيلعلاج المرضى المدمنين مثل:
  •  العلاج النفسي الفرديIndividual Psychotherapy .
  •  العلاج النفسي الجمعي Group psychotherapy.
  •  العلاج السلوكيBehavioral therapy .
  •  مجموعات المساندةSupport – group .
  • العلاج الأسريFamily therapy.
ويتم التركيز على مساعدة المريض على تعلم المهارات الاجتماعية إذا كان يفتقر إليها وتحقيق أكبر قدر من الإستفادة من دور الأسرة إذا كان المريض يقيم مع أسرته.

المجتمعات العلاجية  

بيوت تأهيل المدمنينوتتكون من مجموعة من الأفراد المقيمين يتشاركون كلهم في معاناتهم من مشكلة ما من الإدمان. ولكى ينضم العضو إلى تلك المجتمعات لابد له و أن يمتلك حافز قوي للوصول إلى قانون تلك المجتمعات و هو التوقف.
وتتلخص الأهداف من إنشاء مثل تلك المجتمعات في:
  • العمل على إحداث تغيير كامل في أسلوب حياة المدمن.
  • إنشاء شعور داخلي بالأمان لدى المدمن نفسه.
  • إنشاء شعور داخلي بالمسئولة لدى المدمن نفسه.
  • اكساب المدمن مهارات اجتماعية.
  • الحد من المواقف العدوانية للمدمن و السلوك الإجرامي لديه.
ويتم مساعدة المتعالج عن طريق استخدام مجموعات المواجهة  ، وعزله عن العالم الخارجي وعن الأصدقاء المرتبطين بتناول تلك المواد المدمنة.
ويُسمح للمريض بالخروج من تلك البيوت والعودة إلى منازلهم فقط إذا عبّروا عن مقدرتهم لتحمل المسئولية من خلال تلك المجتمعات.
وبالرغم من أن تلك المجتمعات العلاجية من الممكن أن تلعب دورًا فعالاً في علاج مثل هؤلاء المدمنين إلا أنها تتطلب:
  • توفر مجموعة عمل كبيرة.
  • تسهيلات ضخمة للعمل.
ومع ذلك فإن معدلات نجاح مثل هذه البرامج بتلك المجموعات لا تتعدى 25% وذلك لعدم استكمال أكثر من 75% من الأشخاص شهر واحد من الإقامة.


مخاطر تبادل السرنجات بين المدمنين

السرنجاتوبالرغم من أن الاهتمام الأكبر في علاج إدمان مشتقات الأفيون (المورفين)Opioid هو الوصول إلى الإقلاع الدائم عن  تلك المواد إلا أن تعريف المتعالجين بخطورة انتقال فيروس الإيدز لابد و أن يلاقي نفس الاهتمام.
ولذلك فعلى المصاب بإدمان هذه المواد مستخدمًا في ذلك الحقن الوريدي أو تحت الجلد لابد له من معرفة خطورة استخدام هذه الوسائل وكذب المقولة التي تدعو إلى استخدام  وسائل جنسية آمنة تضمن عدم نقل العدوى إلى الطرف الآخر.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن اشتراك المدمنين في استخدام نفس السرنجات للحقن الوريدي يأتي بالدرجة الأولى من عدم توافر سرنجات لديهم وعلى ذلك فإننا ننتقد بشدة برامج توفير السرنجات للمدمنين   والذي يتعرض إلى ضغوط اجتماعية وسياسية شديدة إذا تم السماح له والذي يدعو إلى توفير تلك السرنجات إلى مدمني هذه المواد  للحول دون انتشار عدوى من استعمال السرنجات المشتركة فيما بينهم.
ونجد أن الحل الأمثل هو منع تواجد المخدر (إذا صدقت النوايا...وتوحدت الجهود) وعلاج المدمنين وتأهيلهم ثم محاولة إلصاق قلوبهم بفاطر هذا الكون والإلتجاء إليه وطلب معونته ورحمته 

السبت، 15 أبريل 2017

ادمان الحشيش البانجو الماريجوانا الهاش


شجرة الحشيش
الحشيش 
يعتبر الحشيش أكثر المواد المخدرة تعاطياً على مستوى العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية و الهيئات العالمية المنبثقة عن الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة المخدرات، فهو شائع الإنتشار بين قطاع كبير من الشباب، خاصةً المراهقين و أيضاً البالغين في أعمار مختلفة، ويساعد في إنتشاره إعتبار الكثير إن الحشيش لاينتمي إلى العائلة الإدمانية ولا يحوطه في كثير من المجتمعات المحاذير الإجتماعية والدينية التي تحد من إنتشار غيره من المواد المخدرة.
وأوراق نبات القنب تحتوى على مادة تتراهيدرو كانابينويد THC وتحتوي الماريجونا على تتراهيدروكانابينول بنسبة 15-20%.
يُستخلص الحشيش من قمم زهور نبات القنب Hempplant وهي شجرة تنبت في المناطق الجبلية وتشيع زراعة في الصين والهند والشرق الأوسط.

 

ما الفرق بين الحشيش والبانجو (الماريجوانا)؟

الحشيشالحشيش: هو السائل المجفف من  المادة الصمغية التي يتم جمعها من على سيقان نبات القنب والنموات التي تسمى (Trichomes) التي تنتجها نبتة القنب.
وكما ذكرنا أنفاً فإن مادة تترا هيدرو كانبينويد Tetrahydro-Cannabinol والتي تذكر تعرف في الأوساط الطبية بـTHC وهذا المادة توجد بشكل مركز في الحشيش (المادة الصمغية) فتوجد بما يقدر 10% من اجمالي وزن الحشيش بينما يكون اقأ بكثير في باقي أجزاء النبات كالسيقان والأوراق.
بعد جمع المادة الضمعية يباع في صورة تشبه الشيكولاته أو "العجينة" لكن قد الحشيشتختلف في صلابة قوامها ولونها وتباع وله عدة ألوان
بانجوالبانجو:هو ببساطة القمم المزهرة التي تقطف من أعلى شجرة " القنب الهندي" ثم تجفف في الظل وتصحن في شكل بودرة غير ناعمة، تتكون من الزهر والأوراق الصغيرة والفروع الرقيقة والبذور. ولكونه خليط من الأوراق المجففة والمقطعة مع بعض البذور والسوق والأزهار من نبات القنب فيبدو أيضاً خليطاً من ألوان الأخضر والبني والرمادي. والمادة المخدرة في البانجو THC تساوي حوالي 2% من الوزن الكلي.
البانجوتُقطع أوراق النبت وتجفف وتُفرم ثم تُلف في رقائق ورقية ليسهل استعمالها كسجائر أو تدخينها من خلال الشيشة أو مضغة بعد وضعه في الطعام وخاصة الحلويات.

تأثير الحشيش على المخ

تحتوي نبتة الحشيش أكثر من 400 مادة كيميائية ترتبط منها حوالي 60 بمادة الـ دلتا 9-تتراهيدروكانابينول والتي تلتحم بمستقبلات خاصة بمادة الحشيش تنتشر في المخ ولكنها في مناطق معينة مثل العقد القاعدية Basal Gangliaوالهيبوكامباس Hippocampus   والمخيخ Cerebellum وتوجد هذه المستقبلات بتركيز أقل في قشرة الدماغ Cerebral Cortex
لا توجد مستقبلات كيميائية للحشيش في جذع المخ وهذا يفسر قلة تأثير الحشيش التثبيطي على وظائف القلب والجهاز التنفسي إضافة إلى ذلك فإن الكثير يتساءل هل للحشيش تأثير على مراكز الرغبة أو اللذة في المخ

التأثير الفسيولوجي

عندما يُدخن الحشيش فإن تأثيره يظهر مباشرة خلال دقائق ويصل للذروة خلال 30 دقيقة ويستمر من ساعتين إلى أربع ساعات حيث يشعر المتعاطي بالنشوة والبهجة والاسترخاء والأحساس بالاستمتاع بكل شيء حوله والضحك وإطلاق النكت، وتستمر هذه التأثيرات بشكل مؤقت لكن التأثيرات الغير مرغوبة تستمر لفترات طويلة فقد يستمر تأثيره على الإدراك والقدرات الحركية لمدة تصل إلى 12 ساعة.

أكثر الأعراض شيوعاً:

  1. توسع الأوعية الدموية في ملتحمة العين مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأحمر
  2. زيادة طفيفة في ضربات القلب
  3. مع تعاطي كميات كبيرة يعاني المتعاطي من انخفاض الضغط الانتصابيOrthostatic Hypotention
  4. زيادة الشهية للطعام
  5. جفاف الفم
  6. يتسبب تعاطي الحشيش في الإصابة بسرطان الرئة نتيجة استنشاق مادة الهيدروكاربون الموجودة في التبغ عند تدخينه

تشخيص تعاطي الحشيش (علامات تعاطي ابنك الحشيش)

ظهور تصرفات وتغيرات نفسية أثناء أو بعد التعاطي مباشرة:

  1. الابتهاج الزائد
  2. إختلال الوظائف الحركية
  3. القلق
  4. الإحساس ببطء مرور الوقت
  5. إختلال الحكم على الأمور

أعراض تظهر خلال ساعتين من استعمال الحشيش:

  1. إحمرار العينين
  2. زيادة الشهية للطعام
  3. جفاف الفم
  4. زيادة ضربات القلب

التسمم بالحشيش

يؤثر الحشيش على زيادة استجابة المريض لما حوله من مؤثرات خارجية ويكون أقدر على ملاحظة أدق التفاصيل والألوان من حوله فتصبح بالنسبة له أكثر وضوحاً، كما أن إحساسه بمرور الوقت يصير مضطرباً فيشعر ببطء مرور الوقت.
هذا لا يعني أن الحشيش يفيد في تحسين القدرات الإدراكية  بل على العكس فإن قدرته العالية على الشعور بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيراً وتجعل تفكيره مشتتاً وقد يصل الأمر مع تعاطي جرعات عالية إلى تبدد الإحساس بالذات أو تبدد الإحساس بالواقع، كما أن إختلال المهارات الحركية يستمر لمدة قد تصل إلى 12 ساعة أي بعد زوال التأثير المبهج للحشيش وهذا ما قد يؤثر على قدرة المدمن على القيادة أو تشغيل الآلات وبالذات التي تحتاج إلى تركيز وهذا ما يحوطة بالخطر.
وتزداد مخاطر الحشيش كثيراً إذا تم تناول الحشيش مع الخمور وهذا عادة ما يحدث.

هذيان التسمم بالحشيش

حتى الجرعات المتوسطة من الحشيش قد تؤدي إلى الهذيان الذي يظهر بفقد القدرات الإدراكية والإنتباه والتركيز والذاكرة والقدرة على أداء المهام. تؤدي تعاطي الجرعات الكبيرة إلى إختلال درجة الوعي لدى المتعاطي.

الذهان الناتج عن تعاطي الحشيش

رغم أن حصول الذهان بصورته الكاملة مع تعاطي الحشيش نادراً نسبياً إلا أن المتعاطي يعاني من أعراض باراونية (إضطهادية) عابرة التي تتميز بالشك في الآخرين  ووجوج هلاوس وأوهام لا تتفق مع الواقع.

القلق الناتج عن تعاطي الحشيش

القلق الشائع مع إستعمال الحشيش غالباً ما ينتج عن الشكوك والهلاوس وقد تصل حدتها لإلى الإصابة بنوبات الهلع الحادة وتزداد الأعراض شدة مع الزيادة في التعاطي.
إضطرابات النوم والإضطرابات في القدرة الجنسية الناتجة عن تعاطي الحشيش تختفي تماماً بعد التوقف عن تعاطي الحشيش.

ظاهرة الفلاش باك Flash Back

يعاني بعض المتعاطين من أعراض التسمم بعد زوال التأثيرات قصيرة المدى للحشيش أي بعد أيام أو حتى أسابيع منذ آخر جرعة وحتى أسابيع منذ آخر جرعة وحتى الآن لم يثبت فعلياً هل هذا بسبب الحشيش أم بسبب ما يصاحب الحشيش من أقراص مهلوسة وغيرها خاصة أنه في الغالب ما تكون مادة الحشيش مختلطة بجزء من تلك الأقراص.

علاج إدمان الحشيش
الحشيش هو خلاصة قمة زهور نبات الكنابس (القنب) ويمكن :
  1. تدخينه.
  2. شربه مع الشاى أو القهوة.
  3. مضغه مباشرةً.
ويعتمد علاج أعراض انسحاب إدمان الحشيش على نفس المبادئ و الأسس التي تستخدم في علاج أى مواد أخرى:
  1. التوقف عن تناول الحشيش.
  2. دعم المريض بعد التوقف لضمان الاستمرارية.
ويمكن مساعدة المريض في التوقف عن التعاطي عن طريق التدخل المباشر مثل:
  1. احتجاز المتعالج داخل المستشفى
  2. المتابعة الدقيقة للمتعالج خارج المستشفى (المنزل) عن طريق تحليل  المواد المخدرة بالبول و الذي يرصد وجود الحشيش بالبول لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد التعاطي.
ويعتمد دعم المتعالج على استخدام وسائل العلاج النفسي المختلفة مثل: الفردي و النفسي و الجماعي، مع تمام العلم بأن حجر الأساس في استمرارية الإقلاع عن تناول الحشيش و الاستفادة من أكبر قدر من الدعم الموجه إلى المتعالج هو الفهم الكامل لدى الشخص المتعالج للدوافع العقلانية وعواقب المشكلة نفسها و إثارة التحفيز لدى الشخص إلى استمرارية الإقلاع.

العلاج العقاقيري
تستخدم أحيانًا مضادات الاكتئاب إذا كان من المحتمل أن يكون السبب الحقيقي (الخفي) وراء إدمان الحشيش معاناة من الاكتئاب و يمكن استخدام مضادات القلق لفترات قصيرة في بداية العلاج للإقلال من أعراض القلق المصاحبة للانسحاب.

الأربعاء، 12 أبريل 2017

الذهاب الى الادمان


ينخرط بعض المراهقين في سلوك غير عقلاني بالمرة وذلك بسبب خوفهم من أن يكونوا ضعفاء وقليلي الحيل، عادةً ما يكون الولع الشديد بالمخدرات سلاحًا ذو حدين.
فالإدمان يعمل كقناع يخفي المراهق وراءه مخاوفه وضروب قلقه، فحالة النشوة أو الانبساط التي يشعر بها تجعله يشعر بأنه متحرر من أية قيود نفسية وبلا مخاوف وبأنه قوي، وحيث أن هذه القوة الوهمية لا تدوم طويلاً فإن هناك حاجة مستمرة لتجديد وزيادة الجرعة.
وفي الواقع فإن المخدرات تجعل الناس أقل قوة، فالاحساس بالقوة الذي يستخلصونه ليس سوى وهم، وبعد النشوة فإن المراهق يصبح أكثر وعيًا بضعفه العميق.. وإذ يعجز عن استيعاب هذه المعرفة الذاتية فإنه يصبح أكثر وأكثر اعتمادًا على المخدرات التي تساعده على نسيان ضعفه وهكذا يهرب إلى عالم الإدمان.

إن الإفراط في تعاطي المخدرات مشكلة خطيرة، وبالفعل فإن جميع الحالات تتطلب مساعدة الطبيب النفسي، ومع ذلك فإن الإهتمام والتفهم الأبوي قد يكون لهما أثر بالغ النفع..
ففي بعض الحالات كان بمقدور الآباء الحيلولة دون حدوث هذه المشكلة، وفي كل حالات التدخل العلاجي على يد المتخصصين كان للتعاون الأبوي أهمية بالغة في تحقيق العلاج الناجح.
ويؤثر إدمان المخدرات على النشء من كل طبقة اجتماعية ومستوى اقتصادي، فالإدمان ظاهرة واسعة النطاق في مدارسنا الثانوية وكلياتنا، بل في الصفوف العليا ببعض المدارس الاعدادية (وقد رأيت بنفسي في عيادتي بعض طلاب المرحلة الابتدائية الذين جاء بهم أباؤهم للعلاج من إدمان المخدرات).

نادرًا ما يبدأ الإدمان في البيت ولكن إذا كان الآباء أنفسهم مدمني شراب أو مخدرات فإن الاحتمال الأكبر هو أن الأطفال سوف ينهجون نهجهم ولن يكون للوعظ والدروس الأخلاقية التي يعطيها الآباء سوى أثر ضئيل فعادةً ما تكون العبرة بالأفعال لا بالأقوال.
كان ضمن مرضاى بعض النشء المصابين بإدمان المخدرات بدرجات مختلفة، كان أحدهم ملتحقًا بمدرسة خاصة وكان كبير مروجي المخدرات فيها، وكان ولد آخر ملتحقًا بمدرسة تديرها إدارة صارمة وكان كلا الأبوين من المواظبين على أداء الشعائر الدينية..
وكانت هناك فتاة مدمنة بصورة شديدة كان والدها ناظر مدرسة بينما كانت فتاة أخرى ابنة مديرة تنفيذية للأعمال الحرة وزعيمة منظمات نسائية.. وباختصار فإن المراهقين المدمنين يأتون من كل البيوت على اختلاف مستوياتها ونوعياتها ومن الممكن أن يكتسبوا هذه العادة في أى مدرسة حكومية أو خاصة، داخلية أو تقليدية.
ولمجتمعنا حظه من مروجي المخدرات المجرمين الذين يكسبون قوتهم من بيع السم لشبابنا، ولكن الحقيقة التي مؤداها أن الكثير من النشء يقعون فريسة سهلة تجعل المرء يدرك أن هناك قابلية وسرعة تأثر واسعة النطاق إزاء السلوك المرضي.

إن كل صور الإدمان تعد مرضية بصورة واضحة وذلك لأنها تخرق القانون الأساسي للحياة الإنسانية ألا وهو الحفاظ على الذات.. إن الخوف من إلحاق الأذى والضرر بصحة المرء وتجنب تدمير الذات يعدان من السمات الشائعة بين الذين يتمتعون بالصحة النفسية الصغار منهم والكبار على حد سواء.
إن كل المرضى صغار السن الذين عالجتهم من إدماناتهم المختلفة كانوا يعلمون أنهم يضرون أنفسهم ولكنهم إما عاجزين عن مقاومة الإغراء أو أنهم أمعنوا في الإدمان إلى مرحلة كان يصعب عندها استخدام الحكمة والفكر السديد (أو أن أعراض انسحاب المخدر كانت شديدة وغير محتملة).
وبينما اختلق البعض الأعذار لتفسير سلوكهم كان البعض الآخر يرى أن أجسامهم يمكن أن تحتمل أى سم.

ويجب على المرء تجنب التعميمات المفرطة في البساطة عند تناول هذه المشكلة فكل حالة تختلف عن غيرها من الحالات وكل والد وكل مراهق يعد شخصًا فريدًا، ويلزم أن يضع المرء في الاعتبار جملة عوامل ثقافية ونفسية وأن يبحث عن العوامل التي دفعت المراهق إلى أن ينشد هذا الهروب المرضي من الحياة.
ومن ذلك فإنه يوجد قاسم مشترك شائع وهو أن كل المدمنين ينشدون الهروبالادمانمن مشاعر أليمة بالنقص وعدم الكفاءة والضعف واليأس والاكتئاب، وبالفعل فإنهم جميعًا يدركون أنفسهم على أنهم غير قادرين على مواجهة مشكلاتهم سواء كانت جنسية أو أكاديمية أو غير ذلك..
إنهم يفتقدون الشجاعة على مواجهة الحياة بطريقة مباشرة وهم يشكون في إمكانياتهم ولا يعتقدون أن أى شخص راغب أو قادر على مصادقتهم، وفي الغالبية العظمى من الحالات نجد أن الإدمان سلوك يعبر عن اليأس.
وسوف تثبت الأوصاف الآتية وجود تباين في الخلفية الثقافية وتشابه في الدافع النفسي عند المدمنين.

أحضرت مريضتي الي كانت سيدة أعمال نشيطة متزوجة من رجل لامع ولكن ضعيف الشخصية وخانع بعض الشئ، أحضرت ابنها البالغ من العمر 15 عامًا إلى عيادتي، كان الولد ملتحقًا بمدرسة خاصة ولكنه بالرغم من ذلك تمكن من تكوين علاقات مع من أسمتهم أمه حثالة المجتمع في الحى الذي يسكنون فيه.
كان الولد يفرط في الشراب وغالبًا ما كان يدعو أصدقائه للشراب على نفقته، وذات مساء عندما عاد الوالدان إلى البيت وجدا ابنهما يقيم حفلاً لمجموعة من الأولاد والبنات وكان بعضهم مخمورًا حتى الثمالة.
وعندما قبض البوليس على الولد بتهمة السرقة من المحلات وغيرها دفع الوالد كفالة ثم وكل محامين لإثبات براءة ابنه، أخبرني الولد أنه كان آخر من يلقى إهتمامًا وأنه ما من أحد كان يحترمه في المدرسة الخاصة التي كان ملتحقًا بها، ولكن الصورة كانت مختلفة تمامًا في الحى الذي يسكن فيه حيث كان (ولد جن) وكان ندماء الشراب (حرسه الخاص).
كان الولد صغير الجسم وخجول بعض الشئ، ولم يكن يعتمد على والده إطلاقًا ولذا فقط يستطيع وصفه بأنه خادم أمه، وقال الولد أن أمه كانت تمسح البلاط بأبيه الذي كانت تقاطعه كلما تكلم وتفرض رأيها وقراراتها عليه، وذات مرة عندما أخبر والده بأنه كان قد تلقى علقة ساخنة بالمدرسة أخبره أبوه بأن عليه أن يطلب مساعدة ونصيحة أمه.
كان الشراب (إدمان الخمر) يعطي الولد الاحساس بالقوة الذي كان يتوق إليه، حيث يجعله يشعر بأنه قوي وشجاع، وتحت تأثير الخمر بدأ يأتي أمورًا خرقاء..
كان يتكلم باحتقار مع (الصعاليك المساكين) في حيه، كان يوجه إليهم أوامره ونواهيه.. وكان بمقدروه أن يتصدى لأمه وأن يكيل لها السباب والشتائم عندما يبلغ حد الثمالة..
وعندما هددته أمه بأنها ستطلب من والده أن يعاقبه ضحك الولد في وجهها. كانت الخمر تعطيه (احساسًا عظيمًا) وبدونها كان يظن أنه سيشعر بالوحدة والعجز.

ويعد إدمان المخدرات أكثر شيوعًا من شرب الخمر في مرحلة المراهقة، وأود أن أصف حالة فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا أحضرها والدها لاستشارتي لأنها كانت (تزوغ من الحصص المدرسية للعب) وأعطاها والدها محاضرة مستفيضة عن الانضباط والقيم الأخلاقية، وكانت زوجته تومئ برأسها بما كان يشبه الاستحسان المفتعل، ولم تتفوه هى بكلمة سوى صباح الخير يا دكتور وإلى اللقاء يا دكتور بينما كان والدها يتكلم دون توقف ويسهب في العبارات التقليدية البالية.
وتطلب الأمر بعض الوقت حتى تمكنت من أن اكتسب ثقة الفتاة حتى تتحدث معي بحرية.
كانت حياتها المنزلية كابوسًا لا يحتمل، كان والدها بصورة عامة رجلاً حليمًا بعض الشئ ولكنه أحيانًا ما يفقد أعصابه ويؤكد ذاته بطريقة عنيفة، وكان يضرب زوجته ضربًا مبرحًا بين الحين والآخر متهمًا إياها بالخيانةوالإسراف في إنفاق المال وإساءة تدبير البيت وما إلى ذلك.
ومع ذلك كان يطيع أوامر زوجته في أغلب الأحيان ولكن كلما اختلفا فإن مناقشتهما كانت مشادة كلامية أو شجار بالأيدي كانت الأم تخرج منه مصابة بكدمات بالغة الألم.
وكانت الأم تنتقم من الأبناء لتثأر لنفسها، وكانت مريضتي وأختها الكبرى التي دخلت المستشفى لتناولها جرعة زائدة من المخدرات تعاقبان عقابًا بدنيًا لارتكابهما أقل وأتفه المخالفات لآوامر الوالد.

كانت مريضتي التي تبلغ من العمر 14 سنة تشعر كما لو كانت حيوانًا أسيرًا في قفص وهى حبيسة بداخل بيت تتعرض فيه للعنف المتكرر من جانب الأم والأقل حدوثًا من جانب الأب.
كانت تشعر بأنه ما من أحد يهتم بها، وكان استخدامها للعديد من المخدرات (أى نوع كانت تستطيع الحصول عليه) بمثابة هروب إلى عالم من الأمان والسكينة والسعادة الوهمية.
كان والدا صديقتها يعملان وكانت مريضتي وعدد قليل من الأولاد والبنات يلتقون بصورة متكررة في بدروم المنزل في الصباح للاشتراك في تعاطي المخدراتبأنواعها دون تمييز.

إن إدمان المخدرات عادة يكون عرضًا Symptom لمشكلات انفعالية أعمق، بمعنى أنه الدخان الذي يشع إلى نار قلق عميق الجذور.
إن احدى الحالات المحزنة للغاية حالة شاب عمره 19 سنة قبض عليه لبيعه المخدرات، وبعد أن تمكن والداه من الإفراج عنه أحضره إلى عيادتي والدموع تنهمر من عيونهما لأنهما لم يستطيعا أن يصدقا أن هذا يمكن أن يحدث لابنهما.
كان الوالدان زعيمين بارزين بمجلس المدينة في الضاحية التي كانا يعيشان فيها، وكانا يتمتعان بضمير حى واحساس بالمسئولية والذكاء.
ولسوء الحظ فإنهما لم يوليا ابنهما إهتمامًا كافيًا وكانا يعتقدان أن أفكارهما وقيمهما من المكن أن تحميه من الوقوع في الخطأ والتعرض للمشاكل.
وعندما أتصل بهما تليفونيًا من قسم الشرطة وأخبرهما بأنه قد تم القبض عليه فإنهما لم يصدقا هذا، وعندما قيل لهما أنه كان يبيع المخدرات تعرضا لصدمة عميقة وعنيفة للغاية.
الهروب الى الادمانفهما لم يكونا على وعى بالمرة بأن ابنهما.. الولد اللطيف، الجذاب، الألمعي كان يقاسي بشدة ولسنوات طويلة من مشاعر الدونية والقلق وأنه كان يعاني من الاكتئاب بصورة متكررة.
وكان في طفولته نحيفًا وغالبًا ما كان ملازمًا لفراشه بسبب العديد من الأمراض النفسية، وكان أقرانه يسخرون منه.. وغالبًا ما كانوا يتكتلون ضده ويعتدون عليه ولم يكن والده يتفهمه أو يعبأ بتفهمه.. وغالبًا ما كان ينتقد سلوكه المائع وكانت أمه من المؤمنين بالنظام والانضباط الصارم،وكانت ترفض أن ترى الواقع، كان الفتى يشعر بالوحدة وبأنه يساء فهمه.. كما كان يشعر بعدم الكفاية.
وقررت أمه أن ما يحتاجه هذا الولد الخجول غير الآمن هو الانضباط الصارم ولذا أرسلته إلى مدرسة داخلية ذات إدارة صارمة تبعد كثيرًا عن بيته وما كان له من الأصدقاء القليلين وهذكا عرضته لانضباط جامد صارم لم يكن قادرًا على احتماله
وفي هذه المدرسة كون صداقات مع أولاد آخرين كانوا يرسبون في المواد الدراسية، كما رسب هو نفسه في كل المواد الدراسية والتربية البدنية (الرياضية).
كان يخاف مدرسيه وأقرانه ووجد مهربًا وملاذًا في المخدرات بأنواعها ما يرفع الحالة المعنوية وما يخفضها وأصبح مدمنًا بصورة خطيرة.
وقد جاءني للعلاج بضع شباب آخرين من مدمني المخدرات وعدد قليل من مدمني الخمر تمتد أعمارهم من السادسة عشر إلى العشرين أغلبهم من طلبة الكليات يعانون من افتقاد الأمان والوحدة والخوف من مواجهة الحياة.

إن الأطفال والمراهقين ليست لديهم القوة الكافية ليواجهوا بمفردهم صعاب سنوات نموهم فهم يحتاجون إلى المساندة والتشجيع الأبوي، فالآباء المتفهمون والودودون الذين يراعون حدودهم ويخلقون مناخًا نفسيًا يساعد على النمو السوي فإذا حدث بالصدفة أن جرب ابناءهم المخدرات فإنهم يستطيعون أن يوقفوا هذا بتحذير صارم وبإظهار الإهتمام بالصحة البدنية وأنهم ليسوا بحاجة إلى استخدام القوة.. فابنائهم يطيعونهم بدون تهديدات أو عقوبات.
إن الآباء يلزم أن يتوصلوا إلى معرفة ما جعل ابنهم أو ابنتهم تنشد الهروب إلىمساعدة ابنكالمخدرات، ما الذي يؤرقهم، ما الذي يخافونه؟ وما نوع الخوف الذي يحاولون الهرب منه؟ فطالما أن الأبناء يدركون ويرون آباءهم على أنهم ودودون ولكنهم ليسوا ضعفاء، وطالما أنهم يحظون بالحب والاحترام والثقة من جانب أبنائهم فإن لديهم فرصة كبيرة مواتية لمنع تعاطي المخدرات، وقد تمكنت احدى مريضاتي من معالجة موقف مفعم بالخطر بنجاح..
كانت ابنتها البالغة من العمر 15 عامًا تتصرف بطريقة غريبة وأحست الأم أن ابنتها كانت تجرب المخدرات فشرحت لها مخاطر الإدمان..
كانت الأم حازمة تمامًا ولكنها في الوقت نفسه كانت تحاول أن تفهم لماذا احتاجت ابنتها الخجولة إلى التعويض عن قلقها بالانضمام إلى جمهرة تستخدم المخدرات.. ونجحت في توجيه ابنتها.

إن كل حالات تعاطي المخدرات تتطلب فعلاً مساعدة المتخصصين ولكن الحزم الأبوي والثقة التي لا تتزعزع يمكن أن يحولا دون وقوع العديد من المشاكل الكبيرة، فيلزم ألا يزيد الآباء من مخاوف وانزعاج ابنائهم بانعدام الثقة والصراحة والعقاب..
ويجب أيضًا ألا يعطوا أطفالهم الاحساس بأنهم لا يكترثون بما يعملون، فالتساهل الزائد غالبًا ما يدركه الأبناء على أنه تخلٍ عنهم ويؤكد احساس المراهق بأن ما من أحد يهتم به وأنه وحيد مع مخاوفه وهمومه وأنه لا فائدة من الإفضاء بأسراره لوالديه.

تناول مخاوف المراهقين

ليس من اليسير على الآباء أن يتنالوا مخاوف المراهقة وذلك بسبب رئيسي هومخاوف الأطفالأن الكثير من المراهقين يدركون آباءهم على أنهم ودودون ولكن ضعفاء، وهذا الافتقاد لاحترام الآباء يقلل من فرص نجاح المساعدة الأبوية.
إن التخفيف من مخاوف المراهقين يتوقف على قدرة الآباء على التعامل بنجاح مع المراهقين.. إن الآباء يلزم ألا يتخلوا عن موقع القوة والتقبل حتى يصل أبناؤهم إلى النضج..
إن المراهقين يطلبون نصيحة الآباء الذين يرون أنهم أقوياء و ودودون بمعنى أنهم آباء جديرون بالاحترام ويمكن الاعتماد عليهم.
وبالرغم من أن الآباء يلزم أن يقدموا المساعدة عند الضرورة فإن مهمتهم الأساسية هى تشجيع الأبناء على الاستقلال والاعتماد على الذات.
فيلزم أن يعاملوا المراهقين والمراهقات على أنهم بالغين وليس على أنهم أطفال، كما يلزم أن يشجعوهم ويمتدحوا انجازاتهم وأن يحثوهم على إبداء رأى مستقل وأن يحترموا هذا الرأى.