الأربعاء، 7 فبراير 2018

تعرف على احتشاء عضلة القلب

تعريف احتشاء عضلة القلب احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Infarction) هو الاسم العلميّ للنوبة القلبيّة، وهي حالة مرضيّة شائعة الحدوث وتشكل خطراً على حياة الإنسان، وتُعد وفق العديد من الدراسات المسبب الرئيسي للوفاة في العالم.[١] ويحصل احتشاء عضلة القلب عند قطع إمداد الدم للقلب بشكل مفاجئ، فالقلب يتلقى الدم والغذاء عبر ثلاثة شرايين رئيسة تُعرف بالشرايين التاجيّة، وغالباً ما يكون ذلك بحدوث انسداد مفاجئ لواحد أو أكثر من هذه الشرايين، أو لفروعها نتيجة العديد من الأسباب، أبرزها تجمّع خثرة متكوّنة من الدهون وبعض الفضلات الخلويّة في هذه الشرايين، وتُدعى هذه الحالة بتصلّب الشرايين، وبذلك تدخل الأنسجة القلبيّة المتضرّرة في حالة تسمّى بنقص التروية، والتي تحدث عند قطع الأكسجين عن الخلايا، فإذا ما استمرت هذه الحالة لوقت أطول، تموت الخلايا ويصاب المريض باحتشاء عضلة القلب.[٢] وعلى الرغم من أنّ معظم الحالات تنتج من تصلّب الشرايين التاجيّة، إلى أنّ بعضها يحصل نتيجة لتقلّص هذه الشرايين بشكل مؤقت، كما وُجد أنّ لعمليّة الالتهاب دوراً في نشوء النوبة القلبيّة، فهي تُسهّل من تجمّع الخثر الدهنية في الشرايين الملتهبة. وتعد الذبحة الصدرية تنبيهاً مبكراً للإصابة بالنوبة القلبيّة، والتي تحصل قبل حدوث العديد من حالات النوبة القلبية، وقد تأتي على شكل نوبات من ألم الصدر نتيجة لنقص التروية كذلك، إلّا أن هذا الألم يستمر لوقت أقل من ذلك المصاحب لاحتشاء عضلة القلب، وسرعان ما ينتهي نقص التروية فيها دون التسبب بضرر دائم لأنسجة القلب.[٢] الأعراض المصاحبة لاحتشاء عضلة القلب تحدث معظم حالات احتشاء عضلة القلب في ساعات الصباح الباكر أو بعد بذل مجهود بدنيّ. وتختلف الأعراض المصاحبة لها من مريض لآخر، وقد يأتي بعضها دون التسبّب بأية أعراض، كالذي يحصل غالباً لمرضى السكري. أمّا الأعراض المصاحبة لاحتشاء عضلة القلب فهي على النحو الآتي:[٣] الشعور بالضغط أو العصر أو بثقل في الجزء الأوسط من الصدر. وقد يشعر المريض بارتداد هذا الألم في الفكين أو الأسنان أو الكتف أو الذراع أو الظهر. المعاناة من ضيق التنفس. الشعور بالغثيان أو ألم البطن أو الحرقة أو التقيؤ. المعاناة من كثرة التعرّق. فقدان الوعي أو نقص مستوى الإدراك. عوامل تزيد فرصة الإصابة باحتشاء عضلة القلب يساهم وجود بعض العوامل في زيادة فرصة الإصابة باحتشاء عضلة القلب، وذلك عبر المساهمة في تكوين الخثر الدهنيّة، ولذلك من الضروري تجنّب الإصابة بما يمكن تفاديه من هذه العوامل، علماً بأنّ اجتماع بعض هذه العوامل بالوقت نفسه يضاعف فرص الإصابة. أمّا عوامل الخطر فتكون على النحو الآتي:[٤] العمر: إذ تزداد فرصة الإصابة بازدياد العمر، ويكون الرجال الأكبر من 45 عاماً والنّساء الأكبر من 55 عاماً عرضة وبشكل أكبر باحتشاء عضلة القلب. المعاناة من مرض ارتفاع ضغط الدم: فضغط الدم الطبيعي يكون أقل من 120/80 مم زئبق. ومرض ارتفاع ضغط الدم يلحق الضرر بالأوعية الدمويّة، ويساهم بحدوث تصلّب الشرايين.[٥] السمنة: وتعتبر أحد عوامل الخطر؛ لأنّها عادةً ما تكون مصاحبة لمرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري وارتفاع الدهون كذلك. التدخين بأنواعه. المعاناة من مرض السكري: إذ يساهم ارتفاع مستوى السكر في الدم بالإصابة باختلالات الشرايين التاجيّة. ارتفاع مستوى الكولسترول والدهنيّات الثلاثيّة في الدم: فارتفاع مستوى الكولسترول الضار، أو ما يُسمّى بالبروتين الدهني منخفض الكثافة، على حساب الكولسترول النافع، مرتفع الكثافة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الدهنيّات الثلاثيّة، يساهم وبشكل كبير في حدوث تصلب الشرايين واحتشاء عضلة القلب. كما تزداد فرص الإصابة باحتشاء عضلة القلب عند وجود تاريخ عائليّ للإصابة بهذه الحالة في سن مبكرة. وهنالك أيضاً بعض العوامل الأخرى مثل عدم ممارسة الأنشطة البدنيّة، والتوتر، والإدمان على العقاقير المخدّرة بالإضافة إلى المعاناة من أمراض المناعة الذاتيّة، التي يهاجم فيها جهاز المناعة أعضاء الجسم المختلفة مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي. علاج احتشاء عضلة القلب يتم تشخيص حالة احتشاء عضلة القلب بدايةً عبر إجراء الفحص السريريّ، وقياس العلامات الحيويّة للمريض، مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وسرعة التنفس، بالإضافة إلى عمل مخطط كهربائيّ للقلب، وكذلك إجراء فحص الدم للكشف عن إنزيمات القلب المرتبطة بحدوث النوبة القلبيّة مثل التروبونين.[٦][٧] باعتبارها حالة طارئة يجب اتباع بعض الإجراءات العلاجيّة وبشكل فوري لاستعادة تروية القلب، ولمنع تفاقم الضرر الحاصل لأنسجته، ومن هذه الإجراءات إعطاء الأكسجين، ومسكّنات الألم مثل المورفين، وكذلك استخدام مادّة النيتروجليسيرين التي تعمل على توسعة الشرايين التاجيّة وفروعها، بالإضافة إلى الأدوية المثبّطة لمستقبلات بيتا، التي تحقّق العديد من الفوائد، مثل تقليل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وبالتالي تقليل الجهد المبذول من قبل عضلة القلب. ومن الضروري أيضاً استخدام الأدوية التي تمنع تكوّن الخثر وتحليلها، وأبرزها دواء الأسبرين الذي يقلّل معدل تكوّن الخثر، وبالتالي المحافظة على مرور مجرى الدم عبر الأوعية الدمويّة المتضرّرة، وبالإمكان أيضاً استخدام الأدوية المضادّة للصفائح الدمويّة والأدوية المضادة للتخثر، والأدوية المثبّطة للجلايكوبروتين 2b 3a، بالإضافة إلى الأدوية الحالّة للخُثر.[٦][٧] بعد اتباع هذه الإجراءات الطارئة، يجري الأطباء قسطرة قلبيّة بأسرع وقت ممكن، وذلك لتحديد مكان الانسداد، ومن ثم إدخال أنبوب عبر شريان رئيسيّ يصل إلى القلب للعمل على فتح هذا الانسداد، عبر وضع بالون أو شبكة لإبقاء الشرايين مفتوحة. وإذا لم تُجدِ عمليّة القسطرة القلبيّة نفعاً، أو في حال وجود انسدادت عديدة في الشرايين التاجيّة، يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليّة جراحيّة لفتح مجرى جانبَي في الشريان التاجي، إذ يسمح هذا المجرى بمرور مجرى الدم مع تفادي مكان الانسداد.[٦][٧]

0 التعليقات:

إرسال تعليق