ارتفاع ضغط الدم يعتبر ضغط الدم المرتفع من الأمراض المزمنة الشائعة بين كثير من الناس، ومن المؤسف أنّه قد لا يعرف الإنسان أنه مصاب بهذا المرض الذي يسمى أحياناً القاتل الصامت، فارتفاع ضغط الدم يؤثر سلباً بصورة كبيرة على الكثير من أعضاء الجسم ووظائفها لأنه مرتبط بالدم والشرايين، فما هو ضغط الدم؟ وكيف تعرف أنّك مصاب بضغط الدم؟ وما هي أسبابه ومضاعفاته؟ وما هي طرق علاجه؟ وهل هناك ما يمكن أن تفعله للوقاية من ضغط الدم المرتفع؟ في هذا الموضوع سنجيب عن كل هذه الأسئلة. ضغط الدم من المهم بدايةً أن نتعرف على المقصود بضغط الدم، إن ضغط الدم يقاس بكمية الدم المتدفقة خلال الشرايين والتي يضخها القلب، ويرتفع هذا الضغط بشكل طبيعي عند القيام بمجهود لأن كمية الدم التي يضخها القلب تزيد في هذه الحالة، ثم ما يلبث أن ينخفض ضغط الدم عند سكون الجسم وعودته إلى وضعه الطبيعي، ولكن في حالات أخرى فإن كمية الدم التي تتدفق في الشرايين تكون مرتفعة حتى بدون القيام بأي مجهود يذكر، ويمكن معرفة إذا ما كان ضغط الدم طبيعياً أم لا عن طريق قياسه، وتعطي أجهزة قياس الضغط رقماً علوياً وآخر سفلياً، فالرقم العلوي يمثل مستوى الضغط الناتج عن ضخ الدم من القلب وعادة يكون الرقم العلوي في الحالات الطبيعية 120 أما الرقم السفلي فيمثل ضغط الدم في الشرايين أثناء سكون القلب بين النبضة والنبضة الأخرى وتكون قراءته عادة 80 في الحالة الطبيعية. الأسباب قبل الحديث عن علاج ضغط الدم يجب علينا أولاً أن نتعرف إلى أسبابه، وقد يصعب أحياناً تحديد السبب وراء ارتفاع ضغط الدم، ولكن قد يكون السبب وراء ارتفاع ضغط الدم أحد العوامل التالية: أمراض الكلى. البدانة: فالبدانة تؤثر على القلب والأوعية الدموية وتزيد من احتياج الجسم للدم ليتم إمداده بالأكسجين فبالتالي يزيد ضغط الدم. أمراض متعلقة بالغدة الدرقية. حدوث خلل في الأوعية الدموية. تعاطي المخدرات والكحول: فهي تضر بشكل كبير بعضلة القلب ما يؤدي إلى الإخلال بوظيفة القلب وارتفاع ضغط الدم. الأمراض المزمنة كالكوليسترول والسكري وهبوط القلب وغيرها. الحساسية تجاه الصوديوم: فبعض الأشخاص يعانون من الحساسية من الصوديوم وبالتالي تزيد نسبة السوائل المتراكمة بالجسم ويرتفع ضغط الدم. الأعراض والمضاعفات إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فيمكنك التأكد عن طريق قياس ضغط دمك في المنزل أو في العيادات أو الصيدليات، وهناك عدة عوامل تشير إلى أنك قد تكون مصاباً بارتفاع ضغط الدم، ولكن هذه الأعراض لا تظهر إلّا عند وصول ضغط الدم إلى مستوى عال جداً لذلك فإنه من المهم القيام بالفحوصات الدورية الاعتيادية للتأكد من خلو الجسم من أي أمراض، وتشمل الأعراض المرتبطة بالارتفاع الشديد لضغط الدم في الجسم: صداع وألم في مؤخرة الرأس. نزيف الأنف. الغثيان. ومن الملاحظ أن هذه الأعراض شائعة جداً وقد يصاب بها أي شخص في أي وقت، لهذا السبب قد يتجاهل المصابون فكرة أن يكون السبب وراء هذه الأعراض ارتفاع ضغط الدم، إلى أن تتفاقم المشكلة فيشتكون بعدها الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وقد تشمل المضاعفات الناتجة عن إهمال علاج ضغط الدم حدوث أضرار كبيرة في أعضاء ووظائف الجسم نتيجة الضغط المتزايد والحمل الكبير على الشرايين، ومن هذه المضاعفات: الإصابة بالأزمات القلبية أو تصلب الشرايين أو السكتات الدماغية نتيجة انسداد الأوعية الدموية في المخ أو انفجارها، أو هبوط في القلب، أو خلل في وظائف الكلى نتيجة ضيق الأوعية الدموية فيها، مشاكل في العينين بسبب ضيق الأوعية الدموية في العينين وقد تتعدى مشاكل العينين للوصول إلى العمى في بعض الحالات، وكلما زادت فترة إهمال علاج ضغط الدم كلما تفاقمت هذه المضاعفات وظهرت بصورة أكبر، أما علاج المشكلة مبكراً فإنه يقي من أي مضاعفات ويساعد على الحفاظ على مستوى ضغط الدم طبيعياً. لذلك يفضل أن تراجع الطبيب بصورة دورية لإجراء الفحوصات الاعتيادية التي يمكن من خلالها التأكد من صحة الجسم وسلامة وظائفه وخلوه من الأمراض، وفي حال اكتشاف وجود ضغط الدم المرتفع فإنه يجب على المريض المداومة على العلاج بصورة دائمة، وعدم الانقطاع عن تناول الأدوية التي تخفض ضغط الدم إلا باستشارة الطبيب، فالمداومة على العلاج لفترة طويلة ومنتظمة تمنع الإصابة بأي من هذه المضاعفات مستقبلاً. العلاج يلجأ الأطباء دائماً إلى نصح المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم بتغيير نظام حياتهم كالمشي يومياً وممارسة الرياضة وتخفيف الوزن وتناول الغذاء الصحي والمتوازن والتقليل من الانفعالات والأمور التي تؤدي إلى التوتر، وبالاسترخاء والحصول على ما يكفي من النوم والابتعاد عن التدخين والتقليل من كمية الكافيين والكحول المتناولة، ولكن في بعض الحالات يصعب تغيير نظام الحياة وقد تستلزم بعض الحالات المتقدمة علاجاً، وتختلف الأدوية التي يصفها الطبيب باختلاف الشخص وأسباب ارتفاع ضغط الدم لديه وحالته الصحية، وفي بعض الأحيان قد لا يؤدي الدواء الذي وصفه الطبيب إلى تنظيم ضغط الدم، وفي هذه الحالة يجب التحدث مع الطبيب وإخباره بذلك لمعرفة السبب ووصف دواء آخر يتناسب مع جسمك ومع حالتك الصحية، وعادة فإنّ الأدوية التي يصفها الأطباء لمن يعاني من ارتفاع ضغط الدم تشمل مدرّات البول، والأدوية التي تساعد على التحكم في الغدة التي تفرز الأدرينالين، أو الأدوية التي تساعد على استرخاء الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تجنب انسدادها وتقليل الضغط الواقع عليها، وغيرها من العلاجات التي يمكن أن يصفها الطبيب وفقاً لسبب ارتفاع ضغط الدم لديك. ومن المهم أن ننوه هنا إلى أهمية تقبل المريض للمرض وتأقلمه معه، فارتفاع ضغط الدم يعتبر من الأمراض المزمنة التي تبقى مع الإنسان مدى حياته، لذلك يجب على المريض قياس ضغط الدم باستمرار ولأكثر من مرة في اليوم وتسجيل هذه النتائج على دفتر محدد لمتابعة الحالة، والالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها، ويجب على المرضى التحكم في انفعالاتهم ومتابعة حالتهم الصحية مع الطبيب بشكل منظم. خاتمة ختاماً ننوّه إلى إن ضغط الدم من الأمراض الشائعة والتي تحتاج إلى الصبر والتفاؤل الدائم والمتابعة والاستمرار في العلاج الدوائي وتغيير نمط الحياة، ولأنه ليس مرضاً مؤقتاً فإنه يتطلب المتابعة الدائمة مع الطبيب لتجنب المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن الضغط الواقع على الأوعية الدموية كمشاكل القلب والسكتات الدماغية ومشاكل الكلى وانسداد أو تصلب الشرايين ومشاكل العين، ومن المهم أن يحيط المصاب بارتفاع ضغط الدم نفسه بأشخاص إيجابيين يدعمونه ويخففون من حدة قلقه ويساعدونه على التحكم في نظام حياته ومتابعة العلاج، ففي حال لم يكن أفراد العائلة متفهمين تماماً لهذا المرض ومتطلباته فإن حالة المريض يمكن أن تسوء جداً، فقد لا يوفّرون له الجو الهادئ البعيد عن التوترات، وقد يقدمون له الأطعمة المليئة بالأملاح والصوديوم، وقد يسيئون التصرف في حال حدوث أي مضاعفات، لذلك يستحسن أن يقوم المريض بطلب المساعدة والدعم من الأشخاص المقربين كأفراد العائلة والأصدقاء وغيرهم.
الأربعاء، 28 مارس 2018
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق