السَّنا senna هو عُشبَةٌ، تُستخدَم أوراقُه وثمارُه في تحضير الدَّواء. ولكن، يَبدو أنَّ ثمارَ السَّنا ألطفُ من أَوراقِه. وهذا ما دفعَ رابطةَ المُنتَجات العشبيَّة الأمريكية American Herbal Products Association (AHPA) إلى التَّحذيرِ من الاستِخدام طَويل الأمد لأَوراق السَّنا، ولكن ليس من ثِمار السَّنا. كما يُوصى بتجنُّب استِخدام السَّنا إذا كان الشَّخصُ يَشكو من ألم في البَطن أو إسهال. ولابدَّ من استِشارة أحد مُقدِّمي الرِّعاية الصحِّية قبلَ الاستِعمال إذا كانت المرأةُ حامِلاً أو مُرضِعة. كما ينبغي التوقُّفُ عن استِخدام السَّنا في حالة الإسهال أو البراز المائي، وألاَّ يَتَجاوزَ المريضُ الجرعةَ الموصى بها، وأن يَتجنَّب الاستِخدامَ على المدى الطَّويل.
الأَسماء الشَّائِعة واللاتينيَّة ـ السَّنا السَّكَندري Alexandrian Senna (Alexandrinische Senna, Senna alexandrina)، السَّنا أو الكاسيا Casse (Cassia)، السَّنا ذو الأوراق الإبريَّة Cassia acutifolia، السَّنا السنِّانِي Cassia lanceolata، السَّنا المتزوِّي الأَوراق Cassia angustifolia ، سَنا الكاسيا Cassia senna، السَّنا الهندي Indian Senna، سَنا الخرطوم Khartoum Senna، أَوراق السَّنا Sennae Folium، ثِمار السَّنا Sennae Fructus، السِّينوزيدات Sennosides، السَّنا الحَقيقي True Senna.
مُكوِّناتُ السَّنا
تحتوي نَبتةُ السَّنا على مشتقَّات الأَنثراسين anthracene، لاسيَّما السِّينوزيدات Sennosides. كما تحتوي الأوراقُ على مَقادير صَغيرَة من الأَنثراكينونات anthraquinones (مثل الريين rhein، الأَلويمودين aloe-emodin، الكريزوفانول chrysophanol).
استخدامات السنا
السَّنا مُليِّنٌ يُعطى من دون وَصفَة؛ فهو يُستخدَم لعلاج الإمساك، وكذلك لإفراغ أو تَنظيف الأمعاء قبل إجراء الاختبارات التَّشخيصيَّة، مثل تَنظير القولون colonoscopy (فَحص القولون بالمنظار).
كما يُستخدَم السَّنا في مُعالجةِ مُتَلازمَة القولون المُتَهَيِّج (مُتَلازمة القولون العصبِي) irritable bowel syndrome (IBS)، والبَواسير، وإنقاص الوزن.
فوائد السنا
نذكر فيما يلي درجاتِ كَفاءة السَّنا استِناداً إلى الدِّراساتِ العِلميَّة:
● من المرجَّح أن تكونَ عشبةُ السَّنا فعَّالةً في:
الإِمساك، حيث إنَّ تَناولَ السَّنا عن طَريق الفَم فعَّالٌ في عِلاج الإمساك على المدى القصير، حيث يُعطى السَّنا من دون وصفة للبالغين والأطفال بعمر سَنتين وما فوق. ولكن في الأطفال الذين تتراوح أعمارُهم ما بين 3-15 سنة، قد تكون الزيوتُ المعدنيَّة ودواء اللاكتولوز lactulose أكثرَ فعَّالية من السَّنا. أمَّا في كِبار السنِّ، فيُعدُّ بِزرُ القَطُوناء (السِّيليوم) psyllium مع السَّنا أكثرَ فعَّاليةً من اللاكتولوز في عِلاج الإمساكِ المستمر.
● قد تكون عُشبةُ السَّنا فعَّالةً في:
تَحضير الأمعاء قبلَ تَنظير القولون؛ حيث يمكن أن يكونَ أخذُ السَّنا عن طَريق الفم فعَّالاً في تنظيف الأمعاء قبلَ هذا الإجراء الطبِّي؛ ومع ذلك ، قد تكون فُسفات الصوديوم sodium phosphate أو غليكول البولي إيثيلين polyethylene glycol أكثرَ فعَّالية.
● لا توجَد أدلَّةٌ كافية على فعَّاليةِ عُشبة السَّنا في الحالات التَّالية:
البواسير.
مُتَلازمَة القولون المُتَهَيِّج.
إنقاص الوزن.
حالات مرضيَّة أخرى.
ولذلك، هناك حاجةٌ إلى مَزيد من الأدلَّة لتَقييم فعَّالية السَّنا لهذه الاستِخدامات.
آليَّة عَمَل السَّنا
يحتوي السَّنا على عَددٍ من المواد الكيميائيَّة التي تُسمَّى السِّينوزيداتsennosides ؛ وهي موادُّ تُهيِّج بطانةَ الأمعاء، ممَّا يؤدِّي إلى تأثيرٍ مُليِّن.
التَّأثيراتُ الجانبيَّة والتَّحذيرات
من المرجَّح أن تكونَ نَبتةُ السَّنا آمنةً بالنسبةِ لمعظم البالغين والأطفال فوق عمر سنتين عند استِخدامها على المدى القَصير. ولكنَّها يمكن أن تُسبِّبَ بعضَ الآثار الجانبيَّة، بما في ذلك الاِنزعاجُ في المعدة والمغص والإسهال.
يجب ألاَّ يُستخدَمَ السَّنا لأكثر من أسبوعين، حيث يمكن أن يَتسبَّبَ استِخدامُه المَديد في اضطراب الوظيفةِ الطبيعيَّة للأمعاء، وقد يُسبِّب اعتماداً على المسهلات والمليِّنات. كما أنَّ الاستخدامَ على المدى البعيد يمكن أن يؤدِّي أيضاً إلى تَغييرٍ في مقدار أو تَوازُن بعض المواد الكيميائيَّة في الدَّم (الشَّوارد أو الكَهارِل electrolytes)، ممَّا يمكن أن يقودَ إلى
اضطراباتٍ في وظيفة القلب، وضَعف في العضلات، وضرر في الكبد، فضلاً عن آثار ضارَّة أخرى.
الحمل والرَّضاعة: قد يكون السَّنا آمناً خِلال فترة الحمل والرضاعَة عندَ استخدامه على المدى القصير. ولكن، ربَّما لا يَكون آمناً عندَ استِخدامه على المدى الطَّويل أو بجرعاتٍ عالية، حيث ذُكر حُدوثُ عَلاقةٍ بين الاستِخدام المتكرِّر أو المَديد أو بجرعاتٍ عالية وبين آثارٍ جانبيَّة خطيرة، بما في ذلك الاعتمادُ على المليِّنات وتضرُّر الكبد.
على الرغم من أنَّ كمِّياتٍ صغيرةً من السَّنا تعبر إلى حَليب الثدي، فإنَّه لا يبدو أنَّ هناك مشكلةً بالنسبة لإرضاع الأطفال، ما دامت الأمُّ تستخدم السَّنا بالجرعات الموصى بها.
لا ينبغي أن يُستخدَمَ السَّنا في المصابين بالتجفاف أو الإسهال أو البراز الرخو، حيث يمكن أن يجعلَ هذه الحالاتِ تزداد سوءاً.
يجب ألاَّ يجري استخدامُ السَّنا عند الأشخاص الذين يُعانون من آلامٍ في البطن، أو انسداد في الأمعاء، أو داء كرون Crohn's disease أو التهاب القولون التقرُّحي ulcerative colitis، أو التهاب الزَّائدة الدُّودية appendicitis، أو التِهاب المعدة، أو تَدلِّي (هبوط) الشَّرج، أو البواسير.
يمكن أن يُسبِّب السَّنا اضطراباتٍ في كَهارل الدَّم، ممَّا قد بجعل أمراضَ القلب تزداد سوءاً.
لابُدَّ أيضاً من استِشارة الطَّبيب قبلَ استعمال السَّنا إذا كان المريضُ يستعمل إحدى الأدوية التَّالية:
الدِّيجوكسين Digoxin: قد يُنقِص السَّنا مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم، وهذا ما يزيد من مخاطر الآثار الجانبيَّة للدِّيجوكسين.
الوارفارين Warfarin: يمكن أن يُسبِّبَ السَّنا حُدوثَ الإسهال، وهذا ما قد يزيد من تأثيرات الوارفارين، ويزيد من خطر النَّزف نَتيجةً لذلك. ولهذا، إذا كان المريضُ يأخذ الوارفارين، فينبغي ألاَّ يتناولَ كمِّياتٍ كَبيرة من السَّنا.
مدرَّات البول Diuretic drugs: السَّنا هو مُليِّنٌ، قد يُنقِص مستوياتِ البوتاسيوم في الجسم. كما أنَّ المدرَّاتِ (مثل الفوروسيميد Furosemide والكلوروثيازيد Chlorothiazide) يمكن أن تُقلِّل البوتاسيوم في الجسم أيضاً. لذلك، فإنَّ أخذَ السَّنا مع المدرَّاتِ قد يُنقِص البوتاسيوم في الجسم كَثيراً.
هناك قَلقٌ من أنَّ استِخدامَ السَّنا مع عِرق السُّوس licorice قد يزيد من احتِمال انخفاض مستويات البوتاسيوم بشدَّة.
لذلك، يجب إخبارُ جَميع مقدِّمي الرِّعاية الصحِّية حولَ أيَّة معالجات تكميليَّة أو بَديلة يستخدمها المريض، وإعطاؤهم صورة كاملة عمَّا يفعله لتدبير حالته الصحِّية. وهذا ما يُساعد على ضَمان رعايةٍ منسَّقة وآمنة
0 التعليقات:
إرسال تعليق