سوء التغذية والخوف قد يؤثران في كفـاءة وإنتاجيـة الحيوانـات المنويـة
البحث في مسألة الانجاب في بداية العام الثاني من الزواج وليس قبل ذلك وبشرط الا يكون قد اُستعملت موانع حمل او تحديد النسل وكذلك وجود الزوجين معاً خلال هذه الفترة اي بمعنى ألا يكون الزوج يعمل في مدينة او منطقة بعيدة والزوجة في منطقة اخرى ويتقابلون فقط لفترات متقطعة خلال السنة. ويجب فحص المرأة والرجل في نفس الفترة ومعالجتهما معاً والا فقد ينصلح حال احدهما دون الآخر وتصبح المسألة حلقة مفرغة مع العلم بأنه من الممكن جداً ان يكون في كليهما ما يحتاج إلى تصحيح. وبناء عليه فتجب معرفة تاريخ الزواج واستمراريته واستعمال الموانع وانواعها ومدى الاقبال على الاتصال لان تكرار الاتصال اكثر من 4او 5مرات في الاسبوع قد يقلل من عدد الحيوانات المنوية. ويجب ايضاً التأكد من نجاح الانتصاب والايلاج والقدف لان كل هذه قد تعوق الانجاب. وبخصوص الزوج نفسة تجب معرفة ما اذا كان عنده خصية ظلت معلقة وهل سبق له الاصابة بأي التهاب سري او بالتهاب الغدة النكافية او بالدرن وكذلك يجب معرفة فيما اذا كان قد تعرض لعلاج اشعاعي او كيميائي وهل سبق له اجراء عمليات على القولون او المستقيم او الشرج كل هذه قد تؤدي إلى عنة كاملة واحياناً إلى ارتجاع في السائل المنوي إلى داخل المثانة وهذه الاخيرة قد تحصل ايضاً بعد عمليات عنق المثانة والبروستاتا.
اضطرابات هرمونية
ويفحص الرجل بواسطة استشاري المسالك البولية وقد يظهر الفحص اضطرابات هرمونية واخرى كروموسومية تنعكس على شكل الرجل ففي كشنج يكون وجه المريض مستديرا قمريا وتكون الرقبة صغيرة جداً ويتراكم الدهن ما بين الصدغين والكتفين ووجود شعر غزير على الصدر وتوجد سمنة شديدة خصوصاً قي الصدر والعجز وكذلك وجود خطوط تشققية حمراء في الناحية الداخلية من الفخدين. وفي مرض كلاينفلتر وهو وجود 47كروموسوماً بدلاً من 46حيث يحدث تخلف ذهني ويكون خط الشعر على الجبهة مستقيم غير منفرج ويكون الثديان متضخمين اما شعر العانة يكون موزع انثوياً والخصيتين صغيرتين وذابلتين. ويجب فحص الرجل وهو واقف وعدم الاكتفاء بالكشف عليه وهو على سرير الكشف العادي حتى تظهر اية دوالي في الصفن او كيس معوي او فتق صغير وكذلك فحص بقية الجهاز التناسلي.
ويتم اجراء تحليل السائل المنوي وتجمع العينة في وعاء بلاستيك لم يسبق وضع مادة كيماوية فية مع الحرص على تجميع النقاط الاولى من القذفة لانها غنية نسبياً بالحيوانات ويجب فحص العينة خلال ساعة. ويجب الاحتفاظ بها عند درجة حرارة الجسم لمدة نصف ساعة حتى تسيل. والقذفة الطبيعية تكون حوالي 4سم 3وعلى الاقل 60% من حيواناتها لا بد ان تكون سليمة التكون و60% منها متحرك في الساعة الرابعة من قذفها. وحركة الحيوانات اهم بكثير جداً من اعدادها والعدد قد يتراوح بين عشرين مليونا ومئتي مليون في السنتيميتر المكعب وليس هذا المهم انما المهم هو مدى نشاط وحركة الحيوانات وليس العدد. ويجب ان نقرر ان تحليل المني يحتاج إلى خبرة وبالتالي يجب عمله في معمل تحاليل مجهز بالطرق الحديثة وامكانيات طبية متميزة. وعندما نجد عدد الحيوانات المنوية في تحليل ما اقل من عشرين مليونا فيجب عمل تحليل آخر بعد مدة علماً بأنه في كل مرة لا بد ألا يكون هناك اتصال او احتلام خلال 3ايام قبل التحليل. وعندما تكون الحيوانات المنوية اقل من عشرين مليونا يكون الانجاب ضعيفا ولكن ليس مستحيلاً.
إن احسن طريقة لفحص السائل المنوي للرجل هو بواسطة اخذ عينة منه اي من السائل من على عنق رحم الزوجة بعد الاتصال بها حتى تتأكد من وصول السائل إلى هذا الهدف وكم حيواناً وصل وكيف يكون حالتها عند الوصول. وبعض مراكز علاج العقم تتبع هذة الطريقة بصفة روتينية في كل الحالات ولكن في البلاد الشرقية عادة يفحص الرجل نفسه سراً بعيداً عن زوجته وكذلك الزوجة سراً بعيداً عن زوجها وكل منهما يحاول ان يكتشف ان يكون العيب في الطرف الآخر. احياناً قد يكون السائل المنوي طبيعيا جداً من حيث العدد والحركة ولكن مع ذلك لا يصل كله إلى عنق الرحم سواء كان العيب في الرجل او الزوجة قد يكون فيها ما يمنع من هذا الوصول بل احياناً يكون مجرد حموضة او قلوية السائل المهبلي الزائد عن الحد هو السبب في ذلك.
تقتل الحيوانات المنوية
هناك أجسام مناعية قد تنشأ في الجسم ذاته للرجل بحيث تقتل الحيوانات المنوية عنده كما قد يوجد هناك اجسام مناعية في جسم المرأة تؤثر على حيوية ونشاط الحيوانات المنوية عند وصولها للمهبل. وقد تكون اسباب العقم لدى الرجل وجود عيب خلقي يؤدي إلى انسداد الحبل المنوي او قد يكون الانسداد بسبب التهاب او عملية جراحية.
ومن الاسباب الشائعة والمعروفة التي تؤثر على قدرة الحيوانات المنوية هو وجود دوالي الخصية والتي عندما تعالج جراحياً ترتفع عدد الحيوانات المنوية وربما كان تفسير ذلك ان حرارة الخصية ترتفع بوجود الدوالي فيتوقف صنع الحيوانات المنوية. ان اي مرض اياً كان قد يؤثر في كفاءة وانتاجية الحيوانات المنوية فسوء التغذية وكثرة التغذية وعدم اصولية التغذية والحالة النفسية من خوف وكره وغيظ وتأنيب قد تعوق وتمنع صنع الحيوانات لدى الرجل والبويضة لدى المرأة وهذا يفسر سر انجاب بعض النساء بعد اللجوء إلى طرق نفسانية مختلفة الاشكال والاستعانة بالعلاج الشعبي.
عينة من الخصية
عندما لا يكون هناك حيوانات منوية اطلاقاً فإنه يستوجب أخد عينة من الخصية تحت التخدير الموضعي. ان الخصية الطويلة تكون عادة حيواناتها قليلة والخصية المعلقة والتي سبق تعليقها تكون حيواناتها قليلة ومعظم خلاياها من نوع سرتولي. اما التواء الخصية حول حبلها المنوي فلابد ان يقلل الحيوانات وهذا الالتواء يستدل على حدوثة من ان يكون حبل الخصية نفسه طويلا او نقطة التقائه في الخصية في منتصفها وليس في طرفها اما الخصية الضامرة فقد تكون حيواناتها منعدمة وتسبب ان يكون ضمورها التواء حبلها. كما يجب فحص العضو الذكري والتأكد من عدم وجود فتحة من الاسفل او وجود عقد وحبال داخل لحم العضو حيث يعوق خروج السائل ويحتاج إلى جراحة. ووجود عقدة يسبب الماً شديداً عند الانتصاب.
ان وجود تضخم في البربخ قد يعني التهابا مزمنا او متكررا ويجب دائماً الاشتباه في الدرن والتأكد من عدم وجوده والدرن يؤثر على النسيج الصانع للحيوانات المنوية. الفيلة المائية تؤثر قطعاً على الانجاب لانها ترفع حرارة الخصية وبذلك تمنعها من صنع الحيوانات ويلاحظ ان هناك فيلة مائية كمية الرشح داخلها قليلة جداً بحيث قد تفوت على اي طبيب ما لم يكن دقيقاً. ولكن هذه الفيلة الصغيرة تمنع الانجاب لان السائل رغم قلته يرفع حرارة الخصية ايضاً. ونفس رفع درجة حرارة الخصية يأتي ايضاً من لبس لباس ضيق. ويجب فحص الشرج جيداً لمعرفة حالة البروستاتا والجيوب المنوية ويجب فحص مجرى البول لان اي سوء فيه قد يسبب هذا العقم.
وتفحص الخصية ميكروسكوبياً حيث بعد أخد العينة تنقل للمعمل في سائل خاص ثم تفحص كالاتي:
1- اذا وجد النسيج طبيعياً ويصنع حيوانات وخلايا ليست طبيعية يكون سبب العقم وجود سدة في قناة المني وتعمل له عملية جراحية هي توصيل القناة قبل السدة إلى البربخ بعد السدة ونتيجة العملية اقل من المتوسط وتأخد سنوات حتى تزداد الحيوانات إلى العدد الطبيعي.
2- اذا وجد النسيج الصانع للحيوانات متهالكاً وهذه الصورة هي الغالبة معنى هذا ان النسيج لازال يصنع حيوانات وان كانت قليلة وان سبب عدم ظهورها هو انسداد القنوات بخلايا ميتة.
3- توقف صنع الحيوانات من نسيج الخصية هناك 4اطوار في صنع الحيوانات المنوية. قد يتوقف الصنع عند هذه الاطوار. في هذا النوع اذا كان هرمون FSH طبيعيا تكون الحالة لا علاج لها اما اذا كان FSH ناقصاً فيمكن تحسين الحالة بإعطاء هذا الهرمون او اعطاء الكلوميد لان الخبر ينبه الغدة النخامية مباشرة.
4- عدم وجود خلايا من التي تصنع الحيوانات بتاتاً: هنا توجد خلايا ليدج وخلايا سرتولي فقط وهذا الوضع هو الغالب في حالات الخصية المعلقة لا علاج لها.
5- وجود تغيير هيلايني خصوصاً في الخصية المعلقة سابقاً هنا يلزم ازالة الخصية خوفاً من حدوث ورم سرطاني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق