الثلاثاء، 15 مايو 2018

العقم يصيب 15% من الأزواج


العقم يصيب 15% من الأزواج

‘المال والبنون زينة الحياة الدنيا’، ونسعى جميعا رجالا ونساء الى توفير المال، وهو امر سهل بالعمل والمثابرة، لكن من اين يمكن ان نأتي بالبنين اذا ما كانت هناك مشكلة في الانجاب؟!
لم يقف الطب عاجزا امام ‘العقم’ او ضعف الخصوبة وعدم الانجاب، ولم تعدد تلك المشكلة تحتل ذلك الحيز الكبير الذي كانت تشغله لسنوات قريبة، فقد ظهرت عدة اساليب وعلاجات اتت ثمارها ولو بنسب متفاوتة مع تطور الطب واستمرار البحث.
فمتى يقلق الزوجان، ومتى يقال ان هناك ‘عقم’، وما اسباب تأخر الحمل، واي الحالات يمكن علاجها وكيف، وأيها التي لا يمكن علاجه؟ وامور كثيرة تحدث عنها الدكتور حازم الرميح استشاري امراض النساء والولادة – تخصص طب الخصوبة (في مركز الشعب)، ورئيس مركز طفل الانابيب في مستشفى الولادة.
ينبغي ان نعرف بداية ما هو العقم.. والذي لم يعد يسمى كذلك فأصبح يطلق عليه ‘ضعف الخصوبة’ بعد تطور اساليب العلاج وامكان تدارك الاسباب وهو:
عدم حدوث الحمل بعد سنة كاملة من المعاشرة الزوجية، ومحاولات حدوث الحمل عند الازواج والزوجات صغار السن، فهنا يجب ان يراجعوا الطبيب المختص في مشاكل العقم والخصوبة لعمل الفحوصات اللازمة ومعرفة السبب، لأن كثيرا من الاسباب يمكن تداركه وعلاجه.

يفضل الاطباء المختصون في طب الخصوبة التعامل مع الزوجين معا وليس مع الزوجة منفردة او الزوج منفردا، لأنهما وحدة واحدة في هذه المشكلة وتفهمهما لها يؤدي الى تعاونهما مع الطبيب، فالمشكلة لا تخص المرأة دون الزوج.
وبعد اخذ التاريخ المرضي للزوجين، تبدأ فحوصات الزوجة باختبار مجموعة الهرمونات الرئىسية المتعلقة بالخصوبة، وعمل السونار الداخلي لمعرفة ما اذا كان هناك مشاكل في الحوض بالنسبة للرحم او المبيض، ومن ثم عمل اشعة الرحم الملونة لتحديد شكل الرحم واذا ما كانت الانابيب مفتوحة ام لا. اما الزوج فالتعامل معه اسهل، مجرد اجراء تحليل السائل المنوي لمعرفة ما اذا كان في الحدود الطبيعية ام لا.
العقم عند الرجال
لنبدأ من الرأس، حيث المخ حتى نصل الى الاسفل لتحديد اسباب العقم عند الرجال:
الأمراض النفسية
اي شخص مريض بالكآبة او انفصام الشخصية، او تعرض لحادث قوي مثل فقدان عزيز، فإنه يتأثر حيث تؤثر هذه الحالات على المراكز الرئيسية في المخ، وحيث ان الامر ينطلق من المخ، سوف تتأثر الشهوة الجنسية وما يليها.
الأدوية
للادوية تأير مثل ادوية الادمان، حيث تثبط من عمل المخ بما فيها هذه الجزئية المتعلقة بالشهوة الجنسية والانتصاب والقذف فمعروف ان لا اتصال مباشرا بالادوية ذات الطابع الادماني، ومعروف ان الجانب الفسيولوجي للانتصاب والقذف معقد جدا، ويتأثر بأمور كثيرة، منها الهرمونات والجوانب العصبية والناحية النفسية، وكذلك الاوعية الدموية.
الهرمونات (الغدة النخامية)
اذا حدث اي اضطراب في انتاج الهرمونات التي تسيطر عليها الغدة النخامية في المخ، والتي تعمل على انتاج الحيوانات المنوية، فسوف يؤثر سلبا على انتاجها وعلى حركتها.
الغدة الدرقية
يؤدي اضطراب افراز الغدة الدرقية بشكل مباشر او غير مباشر الى التأثير على انتاج وحركة الحيوانات المنوية.
عدم نزول الخصيتين
اذا نزلنا من الرأس الى الجهاز التناسلي، فإن عدم نزول الخصيتين لسبب وراثي يؤدي الى العقم لضعف الانتاج او الحركة.
كذلك عدم نزول الخصيتين في مكانهما الصحيح او عدم تكونهما بالشكل الصحيح، او عدم اكتمال نموهما او تضررهما بشكل مباشر او غير مباشر نتيجة الحوادث او لالتهاب الغدة النكافية، خاصة في الصغر بحيث تؤثر على الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية.
الوعاء الناقل
كأن تكون القنوات الناقلة للحيوانات المنوية من الخصية الى الخارج غير موجودة لعيب خلقي، اوا ن بها انسداد نتيجة التهابات متكررة لم تعالج، او لسبب جراحي.
والفحص الوراثي اساسي للتشخيص او العلاج، خاصة للرجال، الذين لديهم ضعف شديد جدا، او لا ينتجون حيوانات منوية لاسباب غير معروفة، فمعروف ان الكروموسوم الذكري مسؤول عن تكوين الجهاز التناسلي والخصيتين، ووجود خلل او نقص فيه يؤدي الى خلل في المخرجات ينتقل الى الذكور الناتجة عن علاج العقم، فمن الضروري معرفة ان كانت هذه المشكلة سوف تنتقل الى الذرية ام لا.
التشوهات الخلقية
خاصة ما يتعلق بتكوين العضو الذكري فإذا كانت الفتحة في غير موضعها الصحيح، فإنها ستؤثر سلبا على الحالة.
العقم عند النساء
كما بدأنا في الرجال.. لنبدأ من الرأس حيث المخ الى الاسفل:
الأمراض النفسية
كما في الرجال، فالامراض النفسية والعته والجنون تؤثر على الصحة الجنسية، والتعرض الى صدمات نفسية قوية او مشاكل جنسية سابقة، مثل التعرض الى اغتصاب او اعتداء في الطفولة، فهذا يؤثر على تعاطيه او تعاطيها في الكبر.
الهرمونات (الغدة النخامية)
اذا ما وجدت مشكلة في انتاج الهرمونات من الغدة النخامية حيث انها تؤدي الى التبويض، ووجود مشكلة في التبويض يعني مشكلة في الحمل.
الغدة الدرقية
اضطراب افراز الغدة الدرقية وعدم انتظامه يؤدي بشكل غير مباشر الى عدم حدوث التبويض كذلك يؤثر ارتفاع هرمون الانسولين وهرمون الذكورة على حدوث التبويض.
لا يوجد اي نشاط كيميائي في الجسم لا يحتاج الى الجرعات الطبيعية من هرمون الغدة الدرقية T3 (الثيروكسين) واي خلل بارتفاع او انخفاض الهرمون والاكثر شيوعا هو الانخفاض، فإنه يؤدي الى تأثر الوظائف الكيميائىة للخلية ومن ضمنها التبويض، وعلى المستوى العام للجسم يتأثر المخ والتركيز وضربات القلب والتنفس ويتغير نوم الانسان.
ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين)
وهي مشكلة شائعة بين السيدات، ومعروف عنه انه هرمون الضغط النفسي، فكلما زاد الضغط النفسي على المرأة بسبب تأخر الحمل، وما تسمعه من تعليقات في المحيطين بها، وتأثرها به ارتفع عندها هرمون الحليب، وارتفاعه يؤثر على الافراز المنتظم لهرمون FSH المسؤول عن تحضير ونمو البويضات شهريا، وهذا يؤدي الى عدم حدوث تبويض، وعلاج هذه الحالة سهل.
مرض تكيس المبايض
ويؤثر على 4 – 8% من السيدات في سن الخصوبة والتكاثر من 15 – 45 سنة، وهو الاكثر شيوعا في الشرق الاوسط، ويعني اضطرابا هرمونيا يؤدي الى منع حدوث تبويض شبه مستمر، وبالتالي عدم الانجاب واعراضه:
– لا يوجد تبويض.
– ارتفاع هرمون الذكورة وينتج عنه زيادة نمو الشعر في الوجه والصدر والبطن.
– وجود تكيسات على المبايض تظهر بالسونار.
– اضطراب الدورة الشهرية فتتأخر لشهرين او اكثر وقد لا توجد نهائىا.
– ارتفاع بسيط في هرمون الحليب احيانا.
قنوات فالوب
اما انها لا تؤدي وظائفها لسبب او آخر، او ان بها انسدادا وبالتالي لاتعمل على نقل البويضة ولا استقبال الحيوانات المنوية ويؤدي هذا الى العقم.
مشاكل الرحم
– اكثرها شيوعا وجود لحميات في الرحم تقلل من انزراع الأجنة، وتوجد في 20% من السيدات، كذلك وجود الياف في الرحم ولكن ليست كل الحالات تؤثر على عملية انزراع الجنين في الرحم، ويمكن معرفة ذلك بالسونار او بمنظار الرحم.
وجود التصاقات في الرحم
مثل امرأة اجرت عملية قيصرية او عملية كحت، او حدوث التهاب مع لولب، او فتح الرحم لازالة الياف، او التهاب بعد حدوث اجهاض، وعدم علاجه جيدا فأدى الى حدوث التصاقات.. كل هذا يقلل من حدوث انزراع الاجنة.
المشاكل الوراثية والعيوب الخلقية
ابرزها وجود حاجز في الرحم او الرحم ذو الرأسين (ذو القرنين).
بطانة الرحم الهاجرة
فلا توجد في مكانها السليم، بل توجد على الانابيب او حولها، او على المبايض بشكل اكياس دموية، وما لم تعالج تؤدي الى حدوث التصاقات في الحوض وانسداد في الانابيب وعلاجها طبي، او جراحي حسب المرحلة التي هي فيها.

في الرجال
ضعف الخصوبة يهدد 35% من الرجال و30% من النساء
قياسات منظمة الصحة العالمية 20 مليون حيوان في الملليلتر للطبيعي
تقل فرصة الحمل بوضوح إذا كان العدد أقل من 10 ملايين
اضطراب هرمونات الغدة النخامية يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية
الكآبة والأمراض النفسية تؤثر على مراكز المخ والشهوة الجنسية

في النساء
تقل خصوبة المرأة بوضوح في الأربعين من عمرها
مرض تكيس المبايض يمنع 4-8%  من النساء عن الإنجاب
التعرض لاعتداء في الصغر يوثر على التعاطي مع الجنس في الكبر خاصة لدى النساء
يكرر التلقيح الصناعي 6 مرات للمرأة أقل من 30 سنة ثم ثلاث حتى 35
كلما زاد الضغط النفسي لتأخر الحمل ارتفع هرمون الحليب ومنع التبويض

العدد الطبيعي للمني

لتحديد ما اذا كانت عينة المني المأخوة من الزوج طبيعية ام لا، تؤخذ قياسات منظمة الصحة العالمية مرجعا للقياس.
وحتى تظهر نتيجة فحص العينة طبيعية تكون كالتالي:
1- عدد الحيوانات المنوية بها يفوق 20 مليون حيوان منوي في الملليلتر.
2- 50% من الحيوانات قادرة على الحركة،وهذا على اقل تقدير.
3- 25% من الاجمالي تكون حركتها نشطة وممتازة بحيث يمكن ان تخصب البويضة.
4- ان لا يفوق معدل الحيوانات المنوية غير الطبيعية نسبة 60%.
5- تلك هي اطر منظمة الصحة العالمية، والانخفاض في هذه النتائج ليس خطا حاسما، بمعنى ان كانت النتيجة فوق هذا الخط كان الشخص طبيعيا، وان كانت تحت الخط يكون غير طبيعي، لان المسألة تدريجية.
فيوجد رجال عدد الحيوانات المنوية لديهم 15 مليونا و10 ملايين في الملليلتر وحملت زوجاتهم تلقائيا.
6- القصد انه كلما ابتعدنا عن خط ال20 مليون حيوان منوي في المليلتر تقل فرص الحمل، ولكن فرصة الحمل تقل بشكل واضح اذا انخفض العدد الى اقل من 10 ملايين.

أسباب العقم العامة

1 اظهرت الفحوصات المبدئية ان هناك في الغالب سببين رئيسيين طغى احدهما على الآخر في الآونة الاخيرة، وهو مشكلة الذكورة فيما يتعلق بالحيوانات المنوية من حيث عددها وحركتها او النسبة غير الطبيعية فيها، حيث يشكل هذا السبب 30 – 35% من حالات العقم.

2 اما السبب الثاني فهو مشاكل التبويض، بمعنى انه غير منتظم فلا يحدث كل شهر او انه لا يحدث تبويض نهائيا، ويشكل 25 – 30% من الحالات عند السيدات.

3 وتأتي مشاكل قنوات فالوب في المرتبة الثالثة، ويشكل هذا السبب ما نسبته 15 – 25%.
وتختلف النسبة من مكان لآخر، وترتفع في الدول الغربية بسبب الاباحية حيث تكثر مشاكل الالتهابات الجنسية والتهابات الحوض التي اذا ما تكررت ولم تعالج جيدا تؤدي الى اضطراب في عمل قنوات فالوب اولا ثم انسدادها لاحقا. وتقل هذه النسبة الى 15% في الدول المحافظة والدول الاسلامية.

4 مجموعة كبيرة من الاسباب تجمع مع بعضها ويطلق عليها’اسباب اخرى’ OTHERS وتشكل 10 – 15% واهمها الضعف الجنسي الذي يشكل مشكلة اكبر مما نتوقع ولا يتحدث عنها المرضى، ويؤثر الضعف الجنسي على الجنسين.

5 اسباب غير مفسرة وتشكل 5 -0 10% اي حالات عقم غير واضحة الاسباب، ولا يعني هذا عدم وجود سبب، لكننا لم نتوصل اليه بعد، فهناك اسباب لا نعرفها وابحاث مستمرة حول بطانة الرحم وانزراع الاجنة وهو بحر كبير لم نعرف عنه سوى القليل.














0 التعليقات:

إرسال تعليق